نضال الخليل ـ مجموعة العمل
إن اختطاف الناشط محمد قطيش، ابن مخيم اليرموك، على متن السفينة الهولندية "محمد بهار" ضمن "أسطول الصمود العالمي"، ليس حدثًا عابرًا يمكن إدراجه في دفاتر التواريخ أو قوائم الخروقات للقانون الدولي فحسب، بل هو انزلاق في شبكة لا متناهية من الغياب والحضور؛ حيث تتحرك الحرية ككائن يتلوى، كصوتٍ ينبعث من عمق الأمواج قبل أن يُبتلع، وكجسدٍ يسبح في فضاءات مجهولة، باحثًا عن ذاته في كل لحظة يغيب فيها عن أعين العالم.
لم يعد محمد على متن السفينة مجرد إنسان، بل أصبح امتدادًا لكل من ينشد العدالة، ولكل قلب يرفض الانكسار، ولكل روح تسعى للحفاظ على كرامتها في زمنٍ صارت فيه القوانين مجرد أوراق تُقرأ وتُنسى. يلتفّ اختطافه حوله كغيمة ثقيلة، تتداخل فيها المسافة مع الغياب، والصوت مع الصمت، والفعل مع انتظار نتائج قد لا تأتي أبدًا. ويصبح الزمن نفسه مادةً ملتوية تبتلع الماضي وتعيد إنتاج الحاضر في صورة قوس لا نهاية له.
إن الجسد المختطَف هنا لا يتوقف عند حدود الفرد، بل يتحول إلى شبكة من الوعي، إلى جسد جماعي يمتدّ ليشمل كل إنسان يرفض أن يُختزل إلى رقم، وكل قلب يأبى أن يُكمَّم صوته، وكل ذاكرة تصرّ على البقاء رغم محاولات القهر المستمرة.
البحر، السفينة، الاسم، والحدث؛ كلها عناصر تتشابك وتتلوى، كما لو أن اللغة ذاتها تحاول أن تعكس حركة الحرية، حركة الصمود، حركة الوعي التي لا تعرف الاستقرار، والتي تتسلق على نفسها قبل أن تصل إلى القارئ، لتتركه يسبح في كل طبقة من طبقات الوجود المفقود والمُستعاد في آنٍ واحد.
وبهذا، يصبح الاختطاف رمزًا يتجاوز الحدث الآني، ويتحول إلى اختبار لكل ضمير حي، ولكل قدرة إنسانية على التماسك رغم الانكسار، وعلى إيجاد معنى للحياة في قلب العتمة. الحرية في هذا السياق ليست مكانًا أو حقًا مكتوبًا، بل هي فعل دائم، وحركة مستمرة، وصرخة تلتف حول نفسها، كانعكاس لوعيٍّ يسعى لإثبات ذاته في مواجهة قوة تحاول ابتلاعه قبل أن تسمح له بالظهور.
محمد قطيش ليس حالة فردية، بل هو امتداد للوجدان الجمعي، وجسر بين الغياب والحضور، بين البحر والمنفى، بين الاسم والكرامة، وبين الصمت والصرخة. وكل عنصر في هذا الحدث يلتفّ على نفسه، ويتلوى، ثم يعود ليعيد تفسير ذاته، ليؤكد أن الإنسان قادر على مقاومة كل محاولة للابتلاع، وأن جسده وصوته ووجوده يمكن أن يتحركوا في كل اتجاه، ليظلوا، مهما حاول القهر، شاهدين على إرادة لم تُقتل، وعلى صمود لم يُكسر، وعلى حرية لا تعرف الاستسلام.
إن هذا الحدث أكثر من مجرد اختطاف؛ إنه انعكاس لما يجب أن تكون عليه الإنسانية: جسد واحد لا يموت، وصرخة واحدة لا تُسكَت، وحركة واحدة تتلوى عبر الزمان والمكان لتثبت أن الحرية، مهما عصفت بها الأمواج، لن تختفي، وأن كل اختطاف هو دعوة لإعادة اكتشاف قدرتنا على الصمود والمقاومة، وعلى الإيمان بأن الإنسان، حتى في أعماق البحر، قادر على إعادة إنتاج وجوده وكرامته، بصوتٍ يلوّح في الأفق قبل أن يصل إلى أي شاطئ.
نضال الخليل ـ مجموعة العمل
إن اختطاف الناشط محمد قطيش، ابن مخيم اليرموك، على متن السفينة الهولندية "محمد بهار" ضمن "أسطول الصمود العالمي"، ليس حدثًا عابرًا يمكن إدراجه في دفاتر التواريخ أو قوائم الخروقات للقانون الدولي فحسب، بل هو انزلاق في شبكة لا متناهية من الغياب والحضور؛ حيث تتحرك الحرية ككائن يتلوى، كصوتٍ ينبعث من عمق الأمواج قبل أن يُبتلع، وكجسدٍ يسبح في فضاءات مجهولة، باحثًا عن ذاته في كل لحظة يغيب فيها عن أعين العالم.
لم يعد محمد على متن السفينة مجرد إنسان، بل أصبح امتدادًا لكل من ينشد العدالة، ولكل قلب يرفض الانكسار، ولكل روح تسعى للحفاظ على كرامتها في زمنٍ صارت فيه القوانين مجرد أوراق تُقرأ وتُنسى. يلتفّ اختطافه حوله كغيمة ثقيلة، تتداخل فيها المسافة مع الغياب، والصوت مع الصمت، والفعل مع انتظار نتائج قد لا تأتي أبدًا. ويصبح الزمن نفسه مادةً ملتوية تبتلع الماضي وتعيد إنتاج الحاضر في صورة قوس لا نهاية له.
إن الجسد المختطَف هنا لا يتوقف عند حدود الفرد، بل يتحول إلى شبكة من الوعي، إلى جسد جماعي يمتدّ ليشمل كل إنسان يرفض أن يُختزل إلى رقم، وكل قلب يأبى أن يُكمَّم صوته، وكل ذاكرة تصرّ على البقاء رغم محاولات القهر المستمرة.
البحر، السفينة، الاسم، والحدث؛ كلها عناصر تتشابك وتتلوى، كما لو أن اللغة ذاتها تحاول أن تعكس حركة الحرية، حركة الصمود، حركة الوعي التي لا تعرف الاستقرار، والتي تتسلق على نفسها قبل أن تصل إلى القارئ، لتتركه يسبح في كل طبقة من طبقات الوجود المفقود والمُستعاد في آنٍ واحد.
وبهذا، يصبح الاختطاف رمزًا يتجاوز الحدث الآني، ويتحول إلى اختبار لكل ضمير حي، ولكل قدرة إنسانية على التماسك رغم الانكسار، وعلى إيجاد معنى للحياة في قلب العتمة. الحرية في هذا السياق ليست مكانًا أو حقًا مكتوبًا، بل هي فعل دائم، وحركة مستمرة، وصرخة تلتف حول نفسها، كانعكاس لوعيٍّ يسعى لإثبات ذاته في مواجهة قوة تحاول ابتلاعه قبل أن تسمح له بالظهور.
محمد قطيش ليس حالة فردية، بل هو امتداد للوجدان الجمعي، وجسر بين الغياب والحضور، بين البحر والمنفى، بين الاسم والكرامة، وبين الصمت والصرخة. وكل عنصر في هذا الحدث يلتفّ على نفسه، ويتلوى، ثم يعود ليعيد تفسير ذاته، ليؤكد أن الإنسان قادر على مقاومة كل محاولة للابتلاع، وأن جسده وصوته ووجوده يمكن أن يتحركوا في كل اتجاه، ليظلوا، مهما حاول القهر، شاهدين على إرادة لم تُقتل، وعلى صمود لم يُكسر، وعلى حرية لا تعرف الاستسلام.
إن هذا الحدث أكثر من مجرد اختطاف؛ إنه انعكاس لما يجب أن تكون عليه الإنسانية: جسد واحد لا يموت، وصرخة واحدة لا تُسكَت، وحركة واحدة تتلوى عبر الزمان والمكان لتثبت أن الحرية، مهما عصفت بها الأمواج، لن تختفي، وأن كل اختطاف هو دعوة لإعادة اكتشاف قدرتنا على الصمود والمقاومة، وعلى الإيمان بأن الإنسان، حتى في أعماق البحر، قادر على إعادة إنتاج وجوده وكرامته، بصوتٍ يلوّح في الأفق قبل أن يصل إلى أي شاطئ.