نضال الخليل – مجموعة العمل
في مخيمٍ ينهار حيث تتلوّى الأزقة كما تتلوّى الأفكار في ذهن الإنسان حين يواجه الخراب عاشوا ثلاثة رجال:
لم يكن المخيم مجرد مكان على الخريطة، بل كائن حيّ يختزن كل صرخة، كل دمعة، كل ضحكة لم تكتمل وكل ضوء حاول أن ينجو من السقوط
في تلك الأزقة كل شيء مضاعف الألم مضاعف، الظلام مضاعف والأسئلة مضاعفة، ولكن هناك من يحاول أن يجعل من الظلام موطنًا للنور
أبو صهيب حوراني كان يرى في كل جريح نافذة وفي كل جرح فرصة لأن يكتب الإنسان فصلًا من رحمته فصلًا من وجوده
كان يعلم أن الخوف مثل الظل لا يمكن قتله لكن يمكن أن يُضيء الإنسان من خلال مواجهته
في صباح يوم 30 مارس 2015 حين خرج حوراني إلى مستشفى فلسطين لم يكن يعرف أنه سيصبح جزءًا من أسطورة المخيم
رصاصتان قصمت الصمت لكنه لم يرحل لأن ذكراه ضوءٌ مستمر في أزقة المخيم، في وجوه الجرحى في صمت الليل الذي يهمس:
أبو أحمد طروية ذو القلب الطيب كان يعرف أن كل نبضة قلب تحمل سؤالاً وجوديًا:
كان يسير في المخيم كأن الزمن يتلوّى حوله يحاول أن يربط بين القلوب المكسورة والعزاء، بين الفقد والحنين، بين الألم والرحمة.
استُشهد في 23 ديسمبر 2014، ولكن صوته بقي يهمس في الزوايا المهجورة:
أبو معاذ شرعان قلبه أوسع من السماء كان يزرع الرحمة كما يزرع الفلاح البذور في الأرض الجرداء كان يعرف أن الوجود لا يُقاس بالكتابة على صفحات التاريخ، بل باللحظات التي يتحول فيها العطاء إلى سؤال:
استُشهد في 13 يوليو 2015 لكن أثره امتدّ وكأن الزمن نفسه توقف لحظة ليعرف أننا ما زلنا قادرين على العطاء حتى حين يبدو أن العالم قد فقد كل معنى.
هؤلاء الرجال عاشوا في زمن التواء حيث كل لحظة تهتز بين البقاء والموت، بين الحرمان والرحمة بين الرغبة في الصمت والحاجة إلى الكلام.
كانوا يسيرون على حافة دقيقة يكتبون التاريخ بوعي ودم لا ليخلّدوا أنفسهم، بل ليذكّرونا أننا قادرون على أن نبقى إنسانيين حتى عندما يبدو كل شيء محطمًا.
المخيم بأزقته المهجورة أصبح مرآةً لكل من يريد أن يعرف كيف يمكن للإنسان أن يحيا رغم كل شيء؟ كيف يمكن للرحمة أن تبقى حيّة رغم أن الموت يلتف حولنا مثل الضباب؟ كل ذكرى لهم، كل خطوة كل جرح أصبح سؤالاً حيًّا عن معنى الوجود.
في كل زاوية من المخيم بين أطلال الجدران يتردد صدى سؤالٍ:
رحيلهم لم يكن موتًا، بل فقه الظلام ذاته معرفة أن الإنسان في أحلك اللحظات يمكنه أن يجد ضوءه الداخلي ضوءًا لا تقتله الرصاصات ولا يزيله الخراب ولا يدفنه الصمت.
رحيلهم علمنا أن الوجود ليس مجرد استمرار في الزمن، بل هو القدرة على حمل معنى الإنسانية حتى عندما ينكسر كل شيء.
المخيم حيّ ليس لأنه باقٍ على الأرض، بل لأن هؤلاء الرجال جعلوه حيًّا في وعينا وفي وجدان كل من آمن بالإنسان قبل كل شيء وكل لحظة نتذكرهم فيها يصبح السؤال متوهّجًا مثل شمعة في الظلام:
هنا في المخيم الذي ينهار نتعلم أن الظلام يمكن أن يضيء وأن الإنسان في أعماق الألم يمكن أن يظل حيًا لا في الجسد فقط، بل في الرحمة، في العطاء وفي السؤال الذي لا ينتهي:
نضال الخليل – مجموعة العمل
في مخيمٍ ينهار حيث تتلوّى الأزقة كما تتلوّى الأفكار في ذهن الإنسان حين يواجه الخراب عاشوا ثلاثة رجال:
لم يكن المخيم مجرد مكان على الخريطة، بل كائن حيّ يختزن كل صرخة، كل دمعة، كل ضحكة لم تكتمل وكل ضوء حاول أن ينجو من السقوط
في تلك الأزقة كل شيء مضاعف الألم مضاعف، الظلام مضاعف والأسئلة مضاعفة، ولكن هناك من يحاول أن يجعل من الظلام موطنًا للنور
أبو صهيب حوراني كان يرى في كل جريح نافذة وفي كل جرح فرصة لأن يكتب الإنسان فصلًا من رحمته فصلًا من وجوده
كان يعلم أن الخوف مثل الظل لا يمكن قتله لكن يمكن أن يُضيء الإنسان من خلال مواجهته
في صباح يوم 30 مارس 2015 حين خرج حوراني إلى مستشفى فلسطين لم يكن يعرف أنه سيصبح جزءًا من أسطورة المخيم
رصاصتان قصمت الصمت لكنه لم يرحل لأن ذكراه ضوءٌ مستمر في أزقة المخيم، في وجوه الجرحى في صمت الليل الذي يهمس:
أبو أحمد طروية ذو القلب الطيب كان يعرف أن كل نبضة قلب تحمل سؤالاً وجوديًا:
كان يسير في المخيم كأن الزمن يتلوّى حوله يحاول أن يربط بين القلوب المكسورة والعزاء، بين الفقد والحنين، بين الألم والرحمة.
استُشهد في 23 ديسمبر 2014، ولكن صوته بقي يهمس في الزوايا المهجورة:
أبو معاذ شرعان قلبه أوسع من السماء كان يزرع الرحمة كما يزرع الفلاح البذور في الأرض الجرداء كان يعرف أن الوجود لا يُقاس بالكتابة على صفحات التاريخ، بل باللحظات التي يتحول فيها العطاء إلى سؤال:
استُشهد في 13 يوليو 2015 لكن أثره امتدّ وكأن الزمن نفسه توقف لحظة ليعرف أننا ما زلنا قادرين على العطاء حتى حين يبدو أن العالم قد فقد كل معنى.
هؤلاء الرجال عاشوا في زمن التواء حيث كل لحظة تهتز بين البقاء والموت، بين الحرمان والرحمة بين الرغبة في الصمت والحاجة إلى الكلام.
كانوا يسيرون على حافة دقيقة يكتبون التاريخ بوعي ودم لا ليخلّدوا أنفسهم، بل ليذكّرونا أننا قادرون على أن نبقى إنسانيين حتى عندما يبدو كل شيء محطمًا.
المخيم بأزقته المهجورة أصبح مرآةً لكل من يريد أن يعرف كيف يمكن للإنسان أن يحيا رغم كل شيء؟ كيف يمكن للرحمة أن تبقى حيّة رغم أن الموت يلتف حولنا مثل الضباب؟ كل ذكرى لهم، كل خطوة كل جرح أصبح سؤالاً حيًّا عن معنى الوجود.
في كل زاوية من المخيم بين أطلال الجدران يتردد صدى سؤالٍ:
رحيلهم لم يكن موتًا، بل فقه الظلام ذاته معرفة أن الإنسان في أحلك اللحظات يمكنه أن يجد ضوءه الداخلي ضوءًا لا تقتله الرصاصات ولا يزيله الخراب ولا يدفنه الصمت.
رحيلهم علمنا أن الوجود ليس مجرد استمرار في الزمن، بل هو القدرة على حمل معنى الإنسانية حتى عندما ينكسر كل شيء.
المخيم حيّ ليس لأنه باقٍ على الأرض، بل لأن هؤلاء الرجال جعلوه حيًّا في وعينا وفي وجدان كل من آمن بالإنسان قبل كل شيء وكل لحظة نتذكرهم فيها يصبح السؤال متوهّجًا مثل شمعة في الظلام:
هنا في المخيم الذي ينهار نتعلم أن الظلام يمكن أن يضيء وأن الإنسان في أعماق الألم يمكن أن يظل حيًا لا في الجسد فقط، بل في الرحمة، في العطاء وفي السؤال الذي لا ينتهي: