map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

حنين أقوى وزيارة تروي قصة افتراء

تاريخ النشر : 09-11-2025
حنين أقوى وزيارة تروي قصة افتراء

مجموعة العمل – أحمد موسى

بعد أكثر من أربعة عشر عاماً، لم تكن مجرد سنين اغتراب عابرة، بل كانت فصولاً من الكد والنجاح في قارة أوروبية وعدت بالكثير، لكنها لم تستطع أن تنتزع جذور الحنين الراسخة في القلب. ها هو أ.م. (34 عاماً)، يعود إلى أحضان الوطن، محمّلاً بالنجاح وشوق السنين، ليؤكد أن قوة الانتماء لأرض الآباء والأجداد تفوق بريق أي مدينة أوروبية.

 قصة يرويها لمجموعة العمل بدمشق العائد القريب.. وبوصلة القلب الثابتة

  يصف أ.م. أنه من عائلة الفلسطينية محافظة، صمدت في وجه البُعد، وعلّمت أبناءها أن المحبة للوطن تظل بوصلة القلب مهما طال السفر، كان وصولي إلى مطار بيروت نهاية لرحلة طويلة حيث استثمرت عقداً كاملاً في تحصيل العلم واكتساب الخبرة الواسعة لعائلته المكونة من خمسة اشخاص، وعلى الرغم من الحياة المريحة والفرص التي وفرتها العاصمة الألمانية لي، إلا أن بوصلة القلب ظلت تُشير بوضوح نحو فلسطين، والبلد الأقرب إليها سوريا.

يتابع أ.م بصوته الذي يحمل نبرة العارف، معبّراً عن مشاعره قائلاً: في مشهد مؤثر، امتزجت فيه دموع الشوق بفرحة اللقاء، احتفلت العائلة بعودة اسرتي وكان صمت اللحظة أبلغ من كل تعبير، وسط ازدحام المهنئين من الأقارب والأصدقاء، صمت يحمل بين طياته حكايات الغياب وفرحة الحضور.

عبرت بجلسة استقبال الأهل سألين عن الغربة وأوجاعها قلت إن "الغربة مدرسة، لكن الوطن يبقى في القلب والوجدان، مهما بلغت نجاحات المرء هناك، كان ينقصها طعم ورائحة الخبز التي تعده أمي، أو لمة العائلة على سفرة الطعام الواحدة.  لذلك قررت أن أعود لبرهة من الزمن، وأستذكر كل لحظه مع العائلة وزيارة الأقارب والأصدقاء والجيران، والتجوال بين أزقة مخيمي ((السيدة زينب أو قبر الست)) كان لها شغف الحنين إلى المخيم الذي كان عنوان الصمود.           

  يتابع أ.م للمجموعة عن مدى الشعور وصدمة العودة المُرّة بوصفه قائلاً: حين يصبح الوطن الثاني سجناً من الافتراء لطالما حمل المغتربون أوطانهم في حقائبهم، يتجرعون مرارة البُعد على أمل العودة، ليوم يروون فيه ظمأ الروح من نبع الحنين لكنّ عودتي، لم تكن كما رسمتها في خيالي، فور وصولي إلى الحدود السورية قادماً من لبنان، تحول مشهد الحنين الدافئ إلى صدمة قاسية وموجعة لي.

بدلاً من الاستقبال اللائق بالعائد الناجح، وجدت نفسي مواجهاَ تهماً ومذكرة توقيف صادرة ضدي، تُشير إلى اتهامات غير مثبتة ومعلومات مغلوطة تتعلق بقضايا غير قانونية وحساسة، منها ما يمس اتهامات جنائية بعامين 2017م و2021. آنذاك بدوافع الاتجار والترويج في زمن حقبة النظام البائد، علماً اني كنت خارج البلاد .

 الافتراء: الغربة داخل الوطن

إن أصعب أشكال الغربة هي تلك التي تُعاش وأنت على أرضك وبين أهلك. بعد سنين الكدح والبُعد، عاد أ.م. إلى سوريا ليجد نفسه محاصراً بأسوار من الأكاذيب والافتراءات التي نُسجت بغير وجه حق. لقد سبقت عودته شائعة كاذبة، افتراء ظالم، سرق منه حقه في الاستمتاع بالعودة بكرامة وهدوء.

صراع البراءة: يقع الآن تحت ضغط إثبات براءته من شيء يعلم يقينًا أنه لم يفعله.

يروي لنا أ.م. وجدت نفسي مضطراً لمراجعة الجهات القضائية المختصة وزيارات متعددة لـ(قصر العدل بدمشق) لتسوية وضعي القانوني، في رحلة جديدة من الكفاح، لكنها هذه المرة ليست ضد صعاب الغربة، بل ضد ظلم القيل والقال ورصاصة الغدر التي لا تُخطئ في الوطن الذي أحنّ إليه.

تبقى رسالة أ.م. لمجموعة العمل

  أنه سيبقى متمسكاً بحبل الحقيقة، مصراً على أن العدل لا بد أن ينتصر، وأن الوطن الحقيقي ليس مجرد جغرافيا، بل هو مساحة العدل والإنصاف التي يستحقها كل مخلص عاد بقلبه لوطنه.                                                          عودتي المُرّة هذه هي بداية لرحلة صمود جديدة، لإعادة بناء ما هدمته الأكاذيب واستعادة مكانتي المسلوبة وأثبات برائتي مهما طال الزمن أو قصر.

إرث الفساد وسقوط دولة العصابات

في الختام، تتضح الصورة الكارثية للفساد الممنهج الذي لم يكن مجرد سلوك فردي عابر، بل منظومة متكاملة شوهت مؤسسات الدولة في عهد المخلوع بشار الأسد.

إن السبب الرئيسي الذي دفع بعض المتنفذين والمتقاعدين لممارسة أنشطة إجرامية كـتجارة الممنوعات، وقبض الرشاوي من المساجين، وابتكار أساليب للابتزاز المالي كاستغلال الأسماء لتسجيلهم في "دواوين وهمية" للقبض عليهم، هو انهيار منظومة القيم والقانون، وتوفر الغطاء الأمني والسياسي من رأس النظام ذاته وأذرعه.

لقد تحول جزء من الجهاز الأمني والعسكري سابقاً إلى شبكات إجرامية اقتصادية، عملت على استنزاف ثروات المدنيين، مستغلة ضعف الرقابة وغياب المحاسبة، والأهم من ذلك، شرعنة الفساد تحت مسميات مختلفة.                              هذا الفساد العميق، الذي وصل إلى استخدام أسماء أحياء وأموات للابتزاز، يمثل دليلاً دامغاً على تحول الدولة إلى مزرعة خاصة وهيكل فارغ من العدالة، وهو ما كان سبباً رئيسياً في أزمة الّمت وآلمت العديد من الاشخاص ك أ.م.

 توصيات للحكومة الجديدة:

الأولوية القانونية (تجار الممنوعات): فتح ملفات "الاتجار بالممنوعات" (المخدرات وغيرها) التي تورطت فيها أجهزة ومسؤولون سابقون، واعتبارها قضايا "أمن قومي" وجرائم عابرة للحدود تتطلب محاكمات خاصة وعادلة، وليس مجرد تهم باطة طالت العديد من الابرياء لذلك نطالب.

جبر الضرر القانوني (تصفية سجلات الأبرياء): تشكيل هيئات قانونية سريعة ومستقلة لمراجعة دقيقة لـ "الصاق التهم" و"الدواوين الوهمية" التي استُخدمت لابتزاز واعتقال الأبرياء، والعمل على تصفية سجلاتهم الجنائية فوراً لرفع الظلم عنهم واستعادة حقوقهم المدنية.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/22255

مجموعة العمل – أحمد موسى

بعد أكثر من أربعة عشر عاماً، لم تكن مجرد سنين اغتراب عابرة، بل كانت فصولاً من الكد والنجاح في قارة أوروبية وعدت بالكثير، لكنها لم تستطع أن تنتزع جذور الحنين الراسخة في القلب. ها هو أ.م. (34 عاماً)، يعود إلى أحضان الوطن، محمّلاً بالنجاح وشوق السنين، ليؤكد أن قوة الانتماء لأرض الآباء والأجداد تفوق بريق أي مدينة أوروبية.

 قصة يرويها لمجموعة العمل بدمشق العائد القريب.. وبوصلة القلب الثابتة

  يصف أ.م. أنه من عائلة الفلسطينية محافظة، صمدت في وجه البُعد، وعلّمت أبناءها أن المحبة للوطن تظل بوصلة القلب مهما طال السفر، كان وصولي إلى مطار بيروت نهاية لرحلة طويلة حيث استثمرت عقداً كاملاً في تحصيل العلم واكتساب الخبرة الواسعة لعائلته المكونة من خمسة اشخاص، وعلى الرغم من الحياة المريحة والفرص التي وفرتها العاصمة الألمانية لي، إلا أن بوصلة القلب ظلت تُشير بوضوح نحو فلسطين، والبلد الأقرب إليها سوريا.

يتابع أ.م بصوته الذي يحمل نبرة العارف، معبّراً عن مشاعره قائلاً: في مشهد مؤثر، امتزجت فيه دموع الشوق بفرحة اللقاء، احتفلت العائلة بعودة اسرتي وكان صمت اللحظة أبلغ من كل تعبير، وسط ازدحام المهنئين من الأقارب والأصدقاء، صمت يحمل بين طياته حكايات الغياب وفرحة الحضور.

عبرت بجلسة استقبال الأهل سألين عن الغربة وأوجاعها قلت إن "الغربة مدرسة، لكن الوطن يبقى في القلب والوجدان، مهما بلغت نجاحات المرء هناك، كان ينقصها طعم ورائحة الخبز التي تعده أمي، أو لمة العائلة على سفرة الطعام الواحدة.  لذلك قررت أن أعود لبرهة من الزمن، وأستذكر كل لحظه مع العائلة وزيارة الأقارب والأصدقاء والجيران، والتجوال بين أزقة مخيمي ((السيدة زينب أو قبر الست)) كان لها شغف الحنين إلى المخيم الذي كان عنوان الصمود.           

  يتابع أ.م للمجموعة عن مدى الشعور وصدمة العودة المُرّة بوصفه قائلاً: حين يصبح الوطن الثاني سجناً من الافتراء لطالما حمل المغتربون أوطانهم في حقائبهم، يتجرعون مرارة البُعد على أمل العودة، ليوم يروون فيه ظمأ الروح من نبع الحنين لكنّ عودتي، لم تكن كما رسمتها في خيالي، فور وصولي إلى الحدود السورية قادماً من لبنان، تحول مشهد الحنين الدافئ إلى صدمة قاسية وموجعة لي.

بدلاً من الاستقبال اللائق بالعائد الناجح، وجدت نفسي مواجهاَ تهماً ومذكرة توقيف صادرة ضدي، تُشير إلى اتهامات غير مثبتة ومعلومات مغلوطة تتعلق بقضايا غير قانونية وحساسة، منها ما يمس اتهامات جنائية بعامين 2017م و2021. آنذاك بدوافع الاتجار والترويج في زمن حقبة النظام البائد، علماً اني كنت خارج البلاد .

 الافتراء: الغربة داخل الوطن

إن أصعب أشكال الغربة هي تلك التي تُعاش وأنت على أرضك وبين أهلك. بعد سنين الكدح والبُعد، عاد أ.م. إلى سوريا ليجد نفسه محاصراً بأسوار من الأكاذيب والافتراءات التي نُسجت بغير وجه حق. لقد سبقت عودته شائعة كاذبة، افتراء ظالم، سرق منه حقه في الاستمتاع بالعودة بكرامة وهدوء.

صراع البراءة: يقع الآن تحت ضغط إثبات براءته من شيء يعلم يقينًا أنه لم يفعله.

يروي لنا أ.م. وجدت نفسي مضطراً لمراجعة الجهات القضائية المختصة وزيارات متعددة لـ(قصر العدل بدمشق) لتسوية وضعي القانوني، في رحلة جديدة من الكفاح، لكنها هذه المرة ليست ضد صعاب الغربة، بل ضد ظلم القيل والقال ورصاصة الغدر التي لا تُخطئ في الوطن الذي أحنّ إليه.

تبقى رسالة أ.م. لمجموعة العمل

  أنه سيبقى متمسكاً بحبل الحقيقة، مصراً على أن العدل لا بد أن ينتصر، وأن الوطن الحقيقي ليس مجرد جغرافيا، بل هو مساحة العدل والإنصاف التي يستحقها كل مخلص عاد بقلبه لوطنه.                                                          عودتي المُرّة هذه هي بداية لرحلة صمود جديدة، لإعادة بناء ما هدمته الأكاذيب واستعادة مكانتي المسلوبة وأثبات برائتي مهما طال الزمن أو قصر.

إرث الفساد وسقوط دولة العصابات

في الختام، تتضح الصورة الكارثية للفساد الممنهج الذي لم يكن مجرد سلوك فردي عابر، بل منظومة متكاملة شوهت مؤسسات الدولة في عهد المخلوع بشار الأسد.

إن السبب الرئيسي الذي دفع بعض المتنفذين والمتقاعدين لممارسة أنشطة إجرامية كـتجارة الممنوعات، وقبض الرشاوي من المساجين، وابتكار أساليب للابتزاز المالي كاستغلال الأسماء لتسجيلهم في "دواوين وهمية" للقبض عليهم، هو انهيار منظومة القيم والقانون، وتوفر الغطاء الأمني والسياسي من رأس النظام ذاته وأذرعه.

لقد تحول جزء من الجهاز الأمني والعسكري سابقاً إلى شبكات إجرامية اقتصادية، عملت على استنزاف ثروات المدنيين، مستغلة ضعف الرقابة وغياب المحاسبة، والأهم من ذلك، شرعنة الفساد تحت مسميات مختلفة.                              هذا الفساد العميق، الذي وصل إلى استخدام أسماء أحياء وأموات للابتزاز، يمثل دليلاً دامغاً على تحول الدولة إلى مزرعة خاصة وهيكل فارغ من العدالة، وهو ما كان سبباً رئيسياً في أزمة الّمت وآلمت العديد من الاشخاص ك أ.م.

 توصيات للحكومة الجديدة:

الأولوية القانونية (تجار الممنوعات): فتح ملفات "الاتجار بالممنوعات" (المخدرات وغيرها) التي تورطت فيها أجهزة ومسؤولون سابقون، واعتبارها قضايا "أمن قومي" وجرائم عابرة للحدود تتطلب محاكمات خاصة وعادلة، وليس مجرد تهم باطة طالت العديد من الابرياء لذلك نطالب.

جبر الضرر القانوني (تصفية سجلات الأبرياء): تشكيل هيئات قانونية سريعة ومستقلة لمراجعة دقيقة لـ "الصاق التهم" و"الدواوين الوهمية" التي استُخدمت لابتزاز واعتقال الأبرياء، والعمل على تصفية سجلاتهم الجنائية فوراً لرفع الظلم عنهم واستعادة حقوقهم المدنية.

الوسوم

رابط مختصر : http://actionpal.org.uk/ar/post/22255