فايز أبو عيد – مجموعة العمل
في الريف الغربي لمحافظة درعا، حيث كانت بحيرة المزيريب يوماً ما عروس الجنوب السوري تلمع كمرآة وتفيض بالخير، تقع بلدة المزيريب التي تحمل بين جنباتها قصة أخرى، قصة تجمع فلسطيني نزح من أرضه ليستقر على ضفاف بحيرة جفّت، تماماً كما جفّت أحلام الكثيرين من أبنائها، لكنها لم تجفّ إرادتهم.
المزيريب بوابة درعا الجنوبية
تقع المزيريب على بعد 11 كيلومتراً غرب مدينة درعا، وتعد حلقة الوصل بين عدة مناطق مهمة مثل طفس وتل شهاب واليادودة، وقربها من الحدود الأردنية يجعل منها موقعاً استراتيجياً، لكن هذا الموقع جعلها أيضاً مسرحاً للأحداث الدامية التي شهدتها سوريا.
العائلات الفلسطينية
يشكل اللاجئون الفلسطينيون نصف سكان البلدة تقريباً، التي يبلغ تعدادها نحو 16 ألف نسمة. هم نسيج متشابك من العائلات التي حملت معها أسماء قراها ومدنها في فلسطين، لتصبح جزءاً من هوية المكان.
من أبرز هذه العائلات: الصبيح، الهيب، التلاوية، المواسى، المصري، الدالي، الخطيب، زواوي، الخروبي، السيدي، الميساوي، أبو شلة، الغوراني، البشتاوي، قويدر، المحمد، حمود، عيسى، الغزاوي، مثله، الشيخ محمد، مفلح، السبروجي، السيطرة، النابلسي، موسى، مصطفى، هذه العائلات شكلت مجتمعاً متماسكاً، يحاول الحفاظ على هويته رغم كل الظروف.
معاناة الفلسطينين قبل الثورة
لم تبدأ معاناة أهالي المزيريب مع الثورة السورية، فقد عانى الفلسطينيون فيها، كغيرهم في سوريا، من سياسات القمع والتضييق.
كانت البلدة أشبه بـ "سجن كبير" حتى قبل 2011، حيث كان الحرمان الاقتصادي سيد الموقف.
روى لاجئون قصصاً عن الاعتقالات التعسفية التي طالت أبناءهم لأتفه الأسباب، مثل قصة يوسف عيسى، الطالب في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، الذي اعتقل عام 2007 وهو في عامه الدراسي الأخير، تهمته؟ "شتم الرئيس" بعد مشاجرة مع طلاب آخرين بسبب ضجيج الموسيقى، قضى أشهراً في سجون الأمن السوري، ليفصل من الجامعة نهائياً بعد الإفراج عنه، مما دفعه في النهاية إلى الهجرة إلى ألمانيا.
وقصة عائلة الزواوي، التي لاحقها النظام بسبب نشاط أحد أبنائها، محمد صالح الزواوي (أبو سليم طه)، الناطق الإعلامي السابق لتنظيم "فتح الإسلام" في لبنان، رغم اعتقاله في لبنان، استمر التضييق على أفراد عائلته في سوريا، مما دفع الأخ أبو عمر الزواوي إلى الهجرة هو الآخر إلى ألمانيا، في رحلة هروب من الاضطهاد قبل أن يصبح الهروب خياراً جماعياً بعد الثورة.
شهداء ومجازر وجراح لا تندمل
أبناء تجمع المزيريب كانوا من أوائل من حمل السلاح ضد نظام الأد البائد وبرزوا كقيادات ميدانية.، الشهيد إياد بكر كان قائد كتيبة ومسؤول التسليح في لواء المعتز الفدائي، والقائد الميداني أبو يزن شريتح، بالإضافة إلى محمد موسى خميس القيادي في لواء المعتز.
في حين بلغت المعاناة ذروتها مع اندلاع الثورة السورية، حيث وجد تجمع المزيريب نفسه في قلب العاصفة.
يوم 18 شباط/فبراير 2014، سقطت واحدة من أقسى المجازر عندما استهدف قصف صاروخي مدرسة عين الزيتون والمستوصف التابع للأونروا أثناء وجود الطلاب، راح ضحيته 19 شهيداً (16 فلسطينياً و3 سوريين) وأكثر من 50 جريحاً، بينهم أطفال.
أسماء الشهداء الفلسطينيين حفرت في ذاكرة الأهالي: حنان سمير الخطيب، محمد غالب الدالي، أحمد حسن الدالي، أحمد زواوي، حورية الصيد (زوجة ركان الغالب الخروبي)، حسنة الخروبي، بتول عمر السيدي، زكريا صالح الميساوي، الطفل محمد خليل أبو شلة، الطفلة عيدة خليل أبو شلة، الطفلة زاد الخير خليل أبو شلة، عمشة عبد الله (زوجة خليل أبو شلة)، يزن بشار الغوراني، محمود الحشيش، منذر الحشيش، صلاح منذر الحشيش.
ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة، ففي 28 كانون الثاني/يناير 2015، انفجرت سيارة مفخخة في البلدة أثناء ذروة الازدحام وساعة عودة الطلاب، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
واقع مرير في ظل فقر مدقع وحصار خانق
تحولت الحياة في التجمع إلى جحيم، نصف سكانه الفلسطينيين (حوالي 8000 نسمة) يعيشون في فقر مدقع، يعتمد معظمهم على المساعدات الشحيحة من الأونروا أو العمل بأجر يومي غير مستقر.
غلاء الأسعار صارخ، وامتنعت المحلات التجارية عن البيع بالأجل، كما انقطع السكان عن مزارعهم ومصادر رزقهم بسبب الاشتباكات والحصار، مما عمق الأزمة المعيشية، التيار الكهربائي ينقطع لساعات طويلة، والمياه شحيحة.
أما الخدمات الإغاثية المقدمة من "الأونروا" فهي ضعيفة، أما الوضع الصحي والتعليمي فيقدمان خدمة مقبولة نسبياً عبر المستوصف ومدرستي عين الزيتون والترعان، لكنهما يعانيان من الازدحام الشديد بسبب تقليص الوكالة لخدماتها.
مبدعون ومثقفون فلسطينيون نبتوا في أرضها
أهالي المزيريب من أصحاب الشهادات الجامعية ومعظمهم مثقفون، حيث شهدت فترة الثمانينات والتسعينات هجرات سابقة للثورة السورية إلى أوروبا وأمريكا.، ومن بين المهاجرين كتاب وصحفيون في لندن وأطباء مشهورون في نيويورك، رغم القهر والمعاناة، أنتج هذا التجمع شخصيات مثقفة ومبدعة حملت همومه وانشغالاته، ومن أبرز هذه الشخصيات:
- الكاتب والقاص راكان الحسين: الذي نسج في قصصه حكايات تنطلق من المزيريب وجوارها، حاملاً ذاكرة المكان وألم الهجرة وهول الحرب، كما في مجموعته القصصية التي تضم "الساعة" و"إضراب حتى إشعار آخر" و"المقبرة المعاصرة".
- الأستاذ الباحث محمد خير موسى (مواليد 1979): الكاتب والباحث عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين، وهو حاصل على إجازة في الشريعة من دمشق، وماجستير في الفقه من الأردن، وهو قيد الدكتوراه، له مؤلفات عديدة منها "إلحاد الثورات المضادة" و"القُبيسيات.. الجذور الفكرية".
كان خطيباً مفوهاً في جامع الحسين بمخيم درعا، يتمتع بكاريزما قوية وقدرة على التأثير، حتى اضطرته الملاحقة الأمنية إلى الهجرة إلى تركيا.
الدكتور طارق حمود: أستاذ العلوم السياسية في جامعة لوسيل بقطر، وباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، حاصل على الدكتوراه في الدراسات الفلسطينية من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر في إنكلترا في الدراسات الفلسطينية، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كينغستون في لندن.
حاصل على البكالوريوس في الشريعة من جامعة دمشق، وحائز على دبلوم في دراسات اللاجئين من الجامعة الآسيويّة في ماليزيا، أدار وترأس مركز العودة الفلسطيني في لندن بين 2014-2023،
الواقع الفلسطيني ما بعد التحرير
بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، دخل تجمع المزيريب مرحلة جديدة، لكن الركود لا يزال يسود أسواق درعا، نتيجة تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتبعات سنوات الحرب الطويلة.
الشباب لا يزال بلا طموح، محصوراً بين خيارات محدودة: عامل يومي، أو عاطل عن العمل.
بحيرة جفت.. لكن العزم بقي
جفت بحيرة المزيريب، وماتت نبضات حياتها، لكن المجتمع الفلسطيني على ضفافها، رغم كل ما عانى من قمع وفقر وحرب، ما يزال صامداً.
قصتهم هي قصة شعب حُرم من أرضه مرتين، لكنه يحمل في قلبه أمل العودة إلى فلسطين، وعلى أرض الواقع، يكافح من أجل بناء حاضر كريم على أرض سوريا الحرة.
المزيريب ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي رمز للصمود، ونموذج مصغر لمعاناة الشعب الفلسطيني في الشتات، وحكاية تنتظر أن تُروى بكاملها، وحلم الهجرة لا يزال يراود الكبار والصغار.
الأوضاع الأمنية المستقرة نسبياً سمحت للناس بالتنقل بحرية أكبر، لكن جراح الماضي لا تزال نازفة، والخدمات الأساسية لم تعد بشكل كافٍ، إلا أن التحدي الأكبر هو إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ليس فقط البنى التحتية، ولكن النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع
فايز أبو عيد – مجموعة العمل
في الريف الغربي لمحافظة درعا، حيث كانت بحيرة المزيريب يوماً ما عروس الجنوب السوري تلمع كمرآة وتفيض بالخير، تقع بلدة المزيريب التي تحمل بين جنباتها قصة أخرى، قصة تجمع فلسطيني نزح من أرضه ليستقر على ضفاف بحيرة جفّت، تماماً كما جفّت أحلام الكثيرين من أبنائها، لكنها لم تجفّ إرادتهم.
المزيريب بوابة درعا الجنوبية
تقع المزيريب على بعد 11 كيلومتراً غرب مدينة درعا، وتعد حلقة الوصل بين عدة مناطق مهمة مثل طفس وتل شهاب واليادودة، وقربها من الحدود الأردنية يجعل منها موقعاً استراتيجياً، لكن هذا الموقع جعلها أيضاً مسرحاً للأحداث الدامية التي شهدتها سوريا.
العائلات الفلسطينية
يشكل اللاجئون الفلسطينيون نصف سكان البلدة تقريباً، التي يبلغ تعدادها نحو 16 ألف نسمة. هم نسيج متشابك من العائلات التي حملت معها أسماء قراها ومدنها في فلسطين، لتصبح جزءاً من هوية المكان.
من أبرز هذه العائلات: الصبيح، الهيب، التلاوية، المواسى، المصري، الدالي، الخطيب، زواوي، الخروبي، السيدي، الميساوي، أبو شلة، الغوراني، البشتاوي، قويدر، المحمد، حمود، عيسى، الغزاوي، مثله، الشيخ محمد، مفلح، السبروجي، السيطرة، النابلسي، موسى، مصطفى، هذه العائلات شكلت مجتمعاً متماسكاً، يحاول الحفاظ على هويته رغم كل الظروف.
معاناة الفلسطينين قبل الثورة
لم تبدأ معاناة أهالي المزيريب مع الثورة السورية، فقد عانى الفلسطينيون فيها، كغيرهم في سوريا، من سياسات القمع والتضييق.
كانت البلدة أشبه بـ "سجن كبير" حتى قبل 2011، حيث كان الحرمان الاقتصادي سيد الموقف.
روى لاجئون قصصاً عن الاعتقالات التعسفية التي طالت أبناءهم لأتفه الأسباب، مثل قصة يوسف عيسى، الطالب في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، الذي اعتقل عام 2007 وهو في عامه الدراسي الأخير، تهمته؟ "شتم الرئيس" بعد مشاجرة مع طلاب آخرين بسبب ضجيج الموسيقى، قضى أشهراً في سجون الأمن السوري، ليفصل من الجامعة نهائياً بعد الإفراج عنه، مما دفعه في النهاية إلى الهجرة إلى ألمانيا.
وقصة عائلة الزواوي، التي لاحقها النظام بسبب نشاط أحد أبنائها، محمد صالح الزواوي (أبو سليم طه)، الناطق الإعلامي السابق لتنظيم "فتح الإسلام" في لبنان، رغم اعتقاله في لبنان، استمر التضييق على أفراد عائلته في سوريا، مما دفع الأخ أبو عمر الزواوي إلى الهجرة هو الآخر إلى ألمانيا، في رحلة هروب من الاضطهاد قبل أن يصبح الهروب خياراً جماعياً بعد الثورة.
شهداء ومجازر وجراح لا تندمل
أبناء تجمع المزيريب كانوا من أوائل من حمل السلاح ضد نظام الأد البائد وبرزوا كقيادات ميدانية.، الشهيد إياد بكر كان قائد كتيبة ومسؤول التسليح في لواء المعتز الفدائي، والقائد الميداني أبو يزن شريتح، بالإضافة إلى محمد موسى خميس القيادي في لواء المعتز.
في حين بلغت المعاناة ذروتها مع اندلاع الثورة السورية، حيث وجد تجمع المزيريب نفسه في قلب العاصفة.
يوم 18 شباط/فبراير 2014، سقطت واحدة من أقسى المجازر عندما استهدف قصف صاروخي مدرسة عين الزيتون والمستوصف التابع للأونروا أثناء وجود الطلاب، راح ضحيته 19 شهيداً (16 فلسطينياً و3 سوريين) وأكثر من 50 جريحاً، بينهم أطفال.
أسماء الشهداء الفلسطينيين حفرت في ذاكرة الأهالي: حنان سمير الخطيب، محمد غالب الدالي، أحمد حسن الدالي، أحمد زواوي، حورية الصيد (زوجة ركان الغالب الخروبي)، حسنة الخروبي، بتول عمر السيدي، زكريا صالح الميساوي، الطفل محمد خليل أبو شلة، الطفلة عيدة خليل أبو شلة، الطفلة زاد الخير خليل أبو شلة، عمشة عبد الله (زوجة خليل أبو شلة)، يزن بشار الغوراني، محمود الحشيش، منذر الحشيش، صلاح منذر الحشيش.
ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة، ففي 28 كانون الثاني/يناير 2015، انفجرت سيارة مفخخة في البلدة أثناء ذروة الازدحام وساعة عودة الطلاب، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
واقع مرير في ظل فقر مدقع وحصار خانق
تحولت الحياة في التجمع إلى جحيم، نصف سكانه الفلسطينيين (حوالي 8000 نسمة) يعيشون في فقر مدقع، يعتمد معظمهم على المساعدات الشحيحة من الأونروا أو العمل بأجر يومي غير مستقر.
غلاء الأسعار صارخ، وامتنعت المحلات التجارية عن البيع بالأجل، كما انقطع السكان عن مزارعهم ومصادر رزقهم بسبب الاشتباكات والحصار، مما عمق الأزمة المعيشية، التيار الكهربائي ينقطع لساعات طويلة، والمياه شحيحة.
أما الخدمات الإغاثية المقدمة من "الأونروا" فهي ضعيفة، أما الوضع الصحي والتعليمي فيقدمان خدمة مقبولة نسبياً عبر المستوصف ومدرستي عين الزيتون والترعان، لكنهما يعانيان من الازدحام الشديد بسبب تقليص الوكالة لخدماتها.
مبدعون ومثقفون فلسطينيون نبتوا في أرضها
أهالي المزيريب من أصحاب الشهادات الجامعية ومعظمهم مثقفون، حيث شهدت فترة الثمانينات والتسعينات هجرات سابقة للثورة السورية إلى أوروبا وأمريكا.، ومن بين المهاجرين كتاب وصحفيون في لندن وأطباء مشهورون في نيويورك، رغم القهر والمعاناة، أنتج هذا التجمع شخصيات مثقفة ومبدعة حملت همومه وانشغالاته، ومن أبرز هذه الشخصيات:
- الكاتب والقاص راكان الحسين: الذي نسج في قصصه حكايات تنطلق من المزيريب وجوارها، حاملاً ذاكرة المكان وألم الهجرة وهول الحرب، كما في مجموعته القصصية التي تضم "الساعة" و"إضراب حتى إشعار آخر" و"المقبرة المعاصرة".
- الأستاذ الباحث محمد خير موسى (مواليد 1979): الكاتب والباحث عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين، وهو حاصل على إجازة في الشريعة من دمشق، وماجستير في الفقه من الأردن، وهو قيد الدكتوراه، له مؤلفات عديدة منها "إلحاد الثورات المضادة" و"القُبيسيات.. الجذور الفكرية".
كان خطيباً مفوهاً في جامع الحسين بمخيم درعا، يتمتع بكاريزما قوية وقدرة على التأثير، حتى اضطرته الملاحقة الأمنية إلى الهجرة إلى تركيا.
الدكتور طارق حمود: أستاذ العلوم السياسية في جامعة لوسيل بقطر، وباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، حاصل على الدكتوراه في الدراسات الفلسطينية من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر في إنكلترا في الدراسات الفلسطينية، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كينغستون في لندن.
حاصل على البكالوريوس في الشريعة من جامعة دمشق، وحائز على دبلوم في دراسات اللاجئين من الجامعة الآسيويّة في ماليزيا، أدار وترأس مركز العودة الفلسطيني في لندن بين 2014-2023،
الواقع الفلسطيني ما بعد التحرير
بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، دخل تجمع المزيريب مرحلة جديدة، لكن الركود لا يزال يسود أسواق درعا، نتيجة تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتبعات سنوات الحرب الطويلة.
الشباب لا يزال بلا طموح، محصوراً بين خيارات محدودة: عامل يومي، أو عاطل عن العمل.
بحيرة جفت.. لكن العزم بقي
جفت بحيرة المزيريب، وماتت نبضات حياتها، لكن المجتمع الفلسطيني على ضفافها، رغم كل ما عانى من قمع وفقر وحرب، ما يزال صامداً.
قصتهم هي قصة شعب حُرم من أرضه مرتين، لكنه يحمل في قلبه أمل العودة إلى فلسطين، وعلى أرض الواقع، يكافح من أجل بناء حاضر كريم على أرض سوريا الحرة.
المزيريب ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي رمز للصمود، ونموذج مصغر لمعاناة الشعب الفلسطيني في الشتات، وحكاية تنتظر أن تُروى بكاملها، وحلم الهجرة لا يزال يراود الكبار والصغار.
الأوضاع الأمنية المستقرة نسبياً سمحت للناس بالتنقل بحرية أكبر، لكن جراح الماضي لا تزال نازفة، والخدمات الأساسية لم تعد بشكل كافٍ، إلا أن التحدي الأكبر هو إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ليس فقط البنى التحتية، ولكن النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع