map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

الأزمة السورية تنجح بتفكيك مجتمع اللاجئين الفلسطينيين

تاريخ النشر : 30-08-2015
الأزمة السورية تنجح بتفكيك مجتمع اللاجئين الفلسطينيين

إبراهيم العلي | باحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين 


القصف والاشتباكات والقنص والحصار وغيرها من المفردات الشائعة زمن الحروب أصبحت صفات تنطبق على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية سواء بسواء بالمناطق والمدن السورية كنتيجة مباشرة لما يحصل في سورية منذ مارس آذار 2011 ولغاية هذه اللحظات من أغسطس آب 2015 بوتيرة متصاعدة لا يستطيع عاقل ان يتنبأ نهايتها نظرا ً للتعقيدات التي تشهدها المنطقة عموما ً. 


ساعدت العوامل السابقة على تفكيك النسيج الاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في سورية والتي اخذت العديد من المظاهر السلبية ذات العوائد الكارثية على مجتمعاتهم ، بدأت بالنزوح الداخلي المتكرر لحوالي 270 ألف لاجئ فلسطيني ولجوء أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني إلى مناطق مختلفة خارج سورية – حسب مصارد الاونروا .


فعلى الصعيد الداخلي السوري توزعت العائلة الواحدة على أكثر من مكان وجهة وتقطعت الأوصال بين أفرادها على كل المستويات الأب والأم في جهة والأولاد والأحفاد في جهة ، وكذلك انقسام العائلة نفسها بين مؤيد يقف على الحاجز جنبا ً إلى جنب مع الجيش السوري ومعارض يحمل السلاح على جبهات مختلفة في صفوف المعارضة المسلحة السورية ولكل ٍ منهما مبراراته ودوافعه وقناعاته . 


لقد ولدت حالة الاصطفاف الذي شهدها المجتمع الفلسطيني في سورية وما تبعها من سقوط للضحايا ببنادق العناصر الفلسطينية المؤيدة للنظام للسوري أو المعارضة له ممن حملوا السلاح في سياق الأحداث الجارية جروحا ً غائرة وندبات واضحة لدى الشارع الفلسطيني ستبقى عامل توتير وتعكير للأجواء لفترات طويلة إن لم تتجه الأوساط الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات حقيقية في رأب الصدع وتحييد المخيمات والتحضير لمصالحات مجتمعية عاجلة في أول فرصة سانحة ، وإعادة تصويب البوصلة إلى الاتجاه الصحيح بما يخدم المشروع الوطني التحرري، وإفشال كل المخططات الهادفة إلى شرذمة المجتمع الفلسطيني وشطب قضية اللاجئين. 


أما على صعيد اللجوء الخارجي لفلسطينيي سورية فقد أصبح قرابة الـ 100 ألف لاجئ فلسطينيي خارج سورية في أوضاع مقلقة وعرضة للابتزاز والاستقطاب تفصلهم عن ذويهم الحدود تارة ً والقوانيين تارة ً وعدم القدرة على التواصل واللقاء تارةً أخرى رغم قصر المسافات أحيانا ً.


لقد سعى الكيان الصهيوني منذ قيامه إلى تذويب قضية اللاجئين وسلك في هذا السبيل كل الطرق من قتل وتدمير وتهجير، وكذلك قدم العالم المتحضر العشرات من مشاريع التوطين التي أخذت لبوسا ً مختلفا ً لذات المضمون، إلا أنها فشلت في زعزعة إيمان اللاجئ الفلسطيني بحقه في أرضه والعودة إليها رغم مرورأكثر من 67 عاما ً على النكبة الفلسطينية.


بالمقابل فإن المناخ الذي تشهده سورية والأقطار العربية التي تشهد لجوء ً فلسطينيا ً وما يترافق معه من ضغط وتضييق على اللاجئين الفلسطينيين والسلوك الحالي للراعي الرسمي الفلسطيني تجاه فلسطينيي سورية ينبئ بالتدمير شبه الكامل للوجود الفلسطيني هناك وينذر ببدء حالة الذوبان والتلاشي التي حلم بها واجتهد العدو على تحقيقها طوال سنوات الصراع المنصرمة، ويشكل بيئة حاضنة وخصبة للقبول بتلك المشاريع، ويحدث تبدلا ً خطيرا ً في الوعي الجمعي لدى اللاجئين. 


إن حسن قراءة المشهد الحالي وفهمه وإدراكه من قِبَل صانع القرار الفلسطيني - الذي يضع قضية اللاجئين على رأس أولويات سياسته- لتلك للدوافع تفرض عليه الإسراع في إتخاذ الخطوات المانعة لإنهيارمجتمع اللاجئين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الثقة المفقودة بينهما بعدما ترسخت لديه القناعات بالتخلي التام عنهم من قبل الراعي الرسمي لقضيتهم وانحسار اهتماماته في الداخل الفلسطيني فقط.

 

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/2811

إبراهيم العلي | باحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين 


القصف والاشتباكات والقنص والحصار وغيرها من المفردات الشائعة زمن الحروب أصبحت صفات تنطبق على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية سواء بسواء بالمناطق والمدن السورية كنتيجة مباشرة لما يحصل في سورية منذ مارس آذار 2011 ولغاية هذه اللحظات من أغسطس آب 2015 بوتيرة متصاعدة لا يستطيع عاقل ان يتنبأ نهايتها نظرا ً للتعقيدات التي تشهدها المنطقة عموما ً. 


ساعدت العوامل السابقة على تفكيك النسيج الاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في سورية والتي اخذت العديد من المظاهر السلبية ذات العوائد الكارثية على مجتمعاتهم ، بدأت بالنزوح الداخلي المتكرر لحوالي 270 ألف لاجئ فلسطيني ولجوء أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني إلى مناطق مختلفة خارج سورية – حسب مصارد الاونروا .


فعلى الصعيد الداخلي السوري توزعت العائلة الواحدة على أكثر من مكان وجهة وتقطعت الأوصال بين أفرادها على كل المستويات الأب والأم في جهة والأولاد والأحفاد في جهة ، وكذلك انقسام العائلة نفسها بين مؤيد يقف على الحاجز جنبا ً إلى جنب مع الجيش السوري ومعارض يحمل السلاح على جبهات مختلفة في صفوف المعارضة المسلحة السورية ولكل ٍ منهما مبراراته ودوافعه وقناعاته . 


لقد ولدت حالة الاصطفاف الذي شهدها المجتمع الفلسطيني في سورية وما تبعها من سقوط للضحايا ببنادق العناصر الفلسطينية المؤيدة للنظام للسوري أو المعارضة له ممن حملوا السلاح في سياق الأحداث الجارية جروحا ً غائرة وندبات واضحة لدى الشارع الفلسطيني ستبقى عامل توتير وتعكير للأجواء لفترات طويلة إن لم تتجه الأوساط الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات حقيقية في رأب الصدع وتحييد المخيمات والتحضير لمصالحات مجتمعية عاجلة في أول فرصة سانحة ، وإعادة تصويب البوصلة إلى الاتجاه الصحيح بما يخدم المشروع الوطني التحرري، وإفشال كل المخططات الهادفة إلى شرذمة المجتمع الفلسطيني وشطب قضية اللاجئين. 


أما على صعيد اللجوء الخارجي لفلسطينيي سورية فقد أصبح قرابة الـ 100 ألف لاجئ فلسطينيي خارج سورية في أوضاع مقلقة وعرضة للابتزاز والاستقطاب تفصلهم عن ذويهم الحدود تارة ً والقوانيين تارة ً وعدم القدرة على التواصل واللقاء تارةً أخرى رغم قصر المسافات أحيانا ً.


لقد سعى الكيان الصهيوني منذ قيامه إلى تذويب قضية اللاجئين وسلك في هذا السبيل كل الطرق من قتل وتدمير وتهجير، وكذلك قدم العالم المتحضر العشرات من مشاريع التوطين التي أخذت لبوسا ً مختلفا ً لذات المضمون، إلا أنها فشلت في زعزعة إيمان اللاجئ الفلسطيني بحقه في أرضه والعودة إليها رغم مرورأكثر من 67 عاما ً على النكبة الفلسطينية.


بالمقابل فإن المناخ الذي تشهده سورية والأقطار العربية التي تشهد لجوء ً فلسطينيا ً وما يترافق معه من ضغط وتضييق على اللاجئين الفلسطينيين والسلوك الحالي للراعي الرسمي الفلسطيني تجاه فلسطينيي سورية ينبئ بالتدمير شبه الكامل للوجود الفلسطيني هناك وينذر ببدء حالة الذوبان والتلاشي التي حلم بها واجتهد العدو على تحقيقها طوال سنوات الصراع المنصرمة، ويشكل بيئة حاضنة وخصبة للقبول بتلك المشاريع، ويحدث تبدلا ً خطيرا ً في الوعي الجمعي لدى اللاجئين. 


إن حسن قراءة المشهد الحالي وفهمه وإدراكه من قِبَل صانع القرار الفلسطيني - الذي يضع قضية اللاجئين على رأس أولويات سياسته- لتلك للدوافع تفرض عليه الإسراع في إتخاذ الخطوات المانعة لإنهيارمجتمع اللاجئين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الثقة المفقودة بينهما بعدما ترسخت لديه القناعات بالتخلي التام عنهم من قبل الراعي الرسمي لقضيتهم وانحسار اهتماماته في الداخل الفلسطيني فقط.

 

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/2811