map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

المخيم .... أصل الحكاية

تاريخ النشر : 18-12-2015
المخيم .... أصل الحكاية

فرح إسماعيل

 

كان في مدينة دمشق مخيماً اسمه اليرموك، يضم كل الناس من جميع المناطق والمدن، شكل المخيم مدينة عامرة بالنسبة لسكانه ، فيه كل ما  يخطر على البال.

تميز المخيم بمحبة أهله بعضهم بعضاً، وتكاتفهم وتعاضدهم ولم يفرق فيه بين سوري أو فلسطيني، الكل كالواحد يحييون حياة تملؤها السعادة والهناء .

فجأة تدهورت الأوضاع وأصبحت سيئة بالمخيم ووصلت الأحداث إليه وبدأنا نسمع أصوات القصف ودوران القذائف التي أصبحت تتساقط على مناطق شتى داخل المخيم لتترك خلفها شهيداً أو جريحاً.

حاولنا التأقلم مع الوضع الجديد وتمسكنا بالبقاء داخل المخيم لنستقبل النازحين إلينا من المناطق المجاورة لنقف إلى جانبهم ونقدم لهم المساعدة اللازمة .

ولكن ما جرى بتاريخ 16-12-2012 جعل الوضع خطيراً بعدما قصف طيران الميغ جامع عبد القادر الحسيني الذي كان يضم في جنباته أهلنا النازحين من المناطق المجاورة للمخيم .

في هذا اليوم انقلبت حياتنا وأحسسنا بدمار مستقبلنا وتناثره مع جدران المسجد، لقد كان يوماً كارثياً بالنسبة لأهل المخيم لأننا شعرنا بضياع الوطن الذي لم نعرف سواه طوال سنين عمر نكبتنا، وزوال الاحساس بالأمان بشكل مفاجئ .

امهلونا ساعات للخروج في اليوم التالي لم أقرء نصاً يشير لذلك إنما حديثاً تناقله الجميع وصدقوه، وبدأ الأهالي ينزحون عن المخيم صباح اليوم التالي بمشهد مريع ومخيف، كان أشبه بالحلم منه إلى الحقيقة فالناس في ذهول والجميع مشغولٌ بنفسه، الأهالي تحمل بعض المتاع والأب يبحث عن ابنائه والمعافى يحمل العاجز على ظهره، لقد تخيلت يوم نكبة فلسطين كما روتها لي جدتي.

كم شعرت بالانكسار عندما سمعت فيروز تشدو عبر مذياع سيارة والدي اثناء خروجنا ذاك اليوم (وسألت أهل الدار وين الدار ....) عندئذ أيقنت أنها طلعتنا الأخيرة ولن أعود إلى هذا المكان من جديد .

بعد انتهاء السنوات الثلاثة ودخول نكبتنا عامها الرابع يتجدد في داخلي ذلك الحدس المقيت وأتألم بشدة بعدم الرجوع للمخيم بعد سقوط هذا العدد الكبير من أبناء المخيم بين قتيل وجريح والدمار الهائل في بيوت المخيم وهجرت الأعداد الكبيرة من أبنائه .

ولكن برغم كل شيء حدث ومهما ابتعدنا سوف نرجع ونعمر المخيم بأيدينا ولو بعد حين ليعود كما كان مولداً للثوار،  وجدرانه لوحات رسمت عليها صور رموزنا وشهدائنا وطريق عودتنا .

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/3781

فرح إسماعيل

 

كان في مدينة دمشق مخيماً اسمه اليرموك، يضم كل الناس من جميع المناطق والمدن، شكل المخيم مدينة عامرة بالنسبة لسكانه ، فيه كل ما  يخطر على البال.

تميز المخيم بمحبة أهله بعضهم بعضاً، وتكاتفهم وتعاضدهم ولم يفرق فيه بين سوري أو فلسطيني، الكل كالواحد يحييون حياة تملؤها السعادة والهناء .

فجأة تدهورت الأوضاع وأصبحت سيئة بالمخيم ووصلت الأحداث إليه وبدأنا نسمع أصوات القصف ودوران القذائف التي أصبحت تتساقط على مناطق شتى داخل المخيم لتترك خلفها شهيداً أو جريحاً.

حاولنا التأقلم مع الوضع الجديد وتمسكنا بالبقاء داخل المخيم لنستقبل النازحين إلينا من المناطق المجاورة لنقف إلى جانبهم ونقدم لهم المساعدة اللازمة .

ولكن ما جرى بتاريخ 16-12-2012 جعل الوضع خطيراً بعدما قصف طيران الميغ جامع عبد القادر الحسيني الذي كان يضم في جنباته أهلنا النازحين من المناطق المجاورة للمخيم .

في هذا اليوم انقلبت حياتنا وأحسسنا بدمار مستقبلنا وتناثره مع جدران المسجد، لقد كان يوماً كارثياً بالنسبة لأهل المخيم لأننا شعرنا بضياع الوطن الذي لم نعرف سواه طوال سنين عمر نكبتنا، وزوال الاحساس بالأمان بشكل مفاجئ .

امهلونا ساعات للخروج في اليوم التالي لم أقرء نصاً يشير لذلك إنما حديثاً تناقله الجميع وصدقوه، وبدأ الأهالي ينزحون عن المخيم صباح اليوم التالي بمشهد مريع ومخيف، كان أشبه بالحلم منه إلى الحقيقة فالناس في ذهول والجميع مشغولٌ بنفسه، الأهالي تحمل بعض المتاع والأب يبحث عن ابنائه والمعافى يحمل العاجز على ظهره، لقد تخيلت يوم نكبة فلسطين كما روتها لي جدتي.

كم شعرت بالانكسار عندما سمعت فيروز تشدو عبر مذياع سيارة والدي اثناء خروجنا ذاك اليوم (وسألت أهل الدار وين الدار ....) عندئذ أيقنت أنها طلعتنا الأخيرة ولن أعود إلى هذا المكان من جديد .

بعد انتهاء السنوات الثلاثة ودخول نكبتنا عامها الرابع يتجدد في داخلي ذلك الحدس المقيت وأتألم بشدة بعدم الرجوع للمخيم بعد سقوط هذا العدد الكبير من أبناء المخيم بين قتيل وجريح والدمار الهائل في بيوت المخيم وهجرت الأعداد الكبيرة من أبنائه .

ولكن برغم كل شيء حدث ومهما ابتعدنا سوف نرجع ونعمر المخيم بأيدينا ولو بعد حين ليعود كما كان مولداً للثوار،  وجدرانه لوحات رسمت عليها صور رموزنا وشهدائنا وطريق عودتنا .

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/3781