map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية في لبنان نار تحت الرماد

تاريخ النشر : 01-02-2016
فلسطينيو سورية في لبنان نار تحت الرماد

فايز أبوعيد

لن أقف مكتوف الأيدي وأنا أرى أولادي يموتون جوعاً، سأحرق نفسي وأحرق كل شيء بطريقي" هذه الكلمات العنيفة التي تفوه بها أبو يوسف (اسم مستعار) تُدلل على مدى حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها اللاجئ الفلسطيني السوري المهجر إلى لبنان، فبعد أن خسر كل ما يملك وهرب من جحيم الحرب والموت والاعتقال في سورية، وجد نفسه يعيش حياة لا ترقى لما يسمى حياة إنسانية، يعيش مع 15 فرداً من عائلته في غرفة تنقصها كافة مقومات البنى التحتية، ومطلوب منه أن يدفع اجار هذه الغرفة وأن يؤمن طعام العائلة بأكملها، يقول أبو يوسف:" لقد بحثت عن عمل لي ولكنني لم أفلح في ذلك، ويتنهد بحسرة ويضيف لكي لا أكون من الكاذبين وجدت عملاً بسعر زهيد وبدوام طويل ففضلت أن أبقى في البيت وأموت جوعاً بدل أن أشعر بأن هناك من يستغلني ويستغل حاجتي.

أم أحمد لاجئة فلسطينية من سكان مخيم اليرموك ناهزت من العمر 70 عاماً فقدت أولادها الواحد تلو الآخر فقررت أن تلجأ إلى لبنان لتعيش عند اقاربها في مخيم عين الحلوة، إلا أنها كما تقول "هربنا من تحت الدلف إلى تحت المزراب"، وذلك للدلالة على ما يشهده مخيم عين الحلوة بين الفينة والأخرى من اشتباكات وتبادل لإطلاق النار ما يهدد ذلك حياة العديد من ابناء المخيم، أم أحمد تمنت لو أنها لم تخرج من مخيم اليرموك وأضافت أنني لم أرى يوم راحة منذ أن قدمت إلى لبنان.

ومن جهته لم يبدي نضال  اسم مستعار شاب في الثلاثين من العمر من أبناء فلسطينيي سورية مهجر في لبنان أي تردد عندما سألته هل تريد الهجرة من لبنان، في أن يجيبني بشكل عفوي أريد الهجرة إلى جهنم على أن أبقى في هذا البلد، وأضاف لم أكن أتخيل في حياتي بأن أتعرض للسلب والنهب في حياتي بوضح النهار من قبل عصابة أدعت أنها من عناصر مخابرات الجيش اللبناني، وعندما ذهبت إلى المخفر كي أقدم شكوى ضدهم، ألقى عناصر الدرك القبض علي وأرادوا حبسي وتقديمي للمحاكمة ومن ثم ترحيلي، بحجة انتهاء إقامتي بدل أن يبحث هؤلاء الدرك عن الجناة ويقدموهم للعدالة، وتنهد قلائلاً : "لن أنسى هذا الموقف ما حييت".

إلى ذلك تقول أرقام بعض منظمات المجتمع المدني العاملة في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان إن نحو أربعين الف فلسطيني قد غادروا لبنان نحو أوروبا. يشكل الفلسطينييون القادمون من سوريا الغالبية الساحقة من بينهم. هاجر معظم هؤلاء عبر مراكب الموت ومخاطر الإبحار نحو حياة أفضل في ظل الكارثة الإنسانية التي أصابتهم منذ تهجيرهم من سوريا.

وبناء على ذلك يقع على عاتق الحكومة اللبنانية وضع آلية ومعايير قانونية واضحة للتعامل مع فلسطينيي سورية، من خلال تسوية أوضاعهم، وإعطائهم حق الإقامة كلاجئين من منطقة حرب، وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني، وأخيراً يمكن القول إذا ما استمرت السلطات اللبنانية بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين السوريين كسائحين ليس لهم أي حقوق وحماية قانونية، فأن ذلك سيجعلهم نار تحت الرماد وقنابل موقوتة في وجه أي انتهاكات سترتكب بحقهم في المستقبل.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4142

فايز أبوعيد

لن أقف مكتوف الأيدي وأنا أرى أولادي يموتون جوعاً، سأحرق نفسي وأحرق كل شيء بطريقي" هذه الكلمات العنيفة التي تفوه بها أبو يوسف (اسم مستعار) تُدلل على مدى حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها اللاجئ الفلسطيني السوري المهجر إلى لبنان، فبعد أن خسر كل ما يملك وهرب من جحيم الحرب والموت والاعتقال في سورية، وجد نفسه يعيش حياة لا ترقى لما يسمى حياة إنسانية، يعيش مع 15 فرداً من عائلته في غرفة تنقصها كافة مقومات البنى التحتية، ومطلوب منه أن يدفع اجار هذه الغرفة وأن يؤمن طعام العائلة بأكملها، يقول أبو يوسف:" لقد بحثت عن عمل لي ولكنني لم أفلح في ذلك، ويتنهد بحسرة ويضيف لكي لا أكون من الكاذبين وجدت عملاً بسعر زهيد وبدوام طويل ففضلت أن أبقى في البيت وأموت جوعاً بدل أن أشعر بأن هناك من يستغلني ويستغل حاجتي.

أم أحمد لاجئة فلسطينية من سكان مخيم اليرموك ناهزت من العمر 70 عاماً فقدت أولادها الواحد تلو الآخر فقررت أن تلجأ إلى لبنان لتعيش عند اقاربها في مخيم عين الحلوة، إلا أنها كما تقول "هربنا من تحت الدلف إلى تحت المزراب"، وذلك للدلالة على ما يشهده مخيم عين الحلوة بين الفينة والأخرى من اشتباكات وتبادل لإطلاق النار ما يهدد ذلك حياة العديد من ابناء المخيم، أم أحمد تمنت لو أنها لم تخرج من مخيم اليرموك وأضافت أنني لم أرى يوم راحة منذ أن قدمت إلى لبنان.

ومن جهته لم يبدي نضال  اسم مستعار شاب في الثلاثين من العمر من أبناء فلسطينيي سورية مهجر في لبنان أي تردد عندما سألته هل تريد الهجرة من لبنان، في أن يجيبني بشكل عفوي أريد الهجرة إلى جهنم على أن أبقى في هذا البلد، وأضاف لم أكن أتخيل في حياتي بأن أتعرض للسلب والنهب في حياتي بوضح النهار من قبل عصابة أدعت أنها من عناصر مخابرات الجيش اللبناني، وعندما ذهبت إلى المخفر كي أقدم شكوى ضدهم، ألقى عناصر الدرك القبض علي وأرادوا حبسي وتقديمي للمحاكمة ومن ثم ترحيلي، بحجة انتهاء إقامتي بدل أن يبحث هؤلاء الدرك عن الجناة ويقدموهم للعدالة، وتنهد قلائلاً : "لن أنسى هذا الموقف ما حييت".

إلى ذلك تقول أرقام بعض منظمات المجتمع المدني العاملة في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان إن نحو أربعين الف فلسطيني قد غادروا لبنان نحو أوروبا. يشكل الفلسطينييون القادمون من سوريا الغالبية الساحقة من بينهم. هاجر معظم هؤلاء عبر مراكب الموت ومخاطر الإبحار نحو حياة أفضل في ظل الكارثة الإنسانية التي أصابتهم منذ تهجيرهم من سوريا.

وبناء على ذلك يقع على عاتق الحكومة اللبنانية وضع آلية ومعايير قانونية واضحة للتعامل مع فلسطينيي سورية، من خلال تسوية أوضاعهم، وإعطائهم حق الإقامة كلاجئين من منطقة حرب، وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني، وأخيراً يمكن القول إذا ما استمرت السلطات اللبنانية بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين السوريين كسائحين ليس لهم أي حقوق وحماية قانونية، فأن ذلك سيجعلهم نار تحت الرماد وقنابل موقوتة في وجه أي انتهاكات سترتكب بحقهم في المستقبل.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4142