map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

التهجير يفاقم من معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة من أطفال فلسطينيي سورية في لبنان

تاريخ النشر : 02-04-2016
التهجير يفاقم من معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة من أطفال فلسطينيي سورية في لبنان

خاص مجموعة العمل _ فايز أبوعيد

أطفال فلسطينيي سورية في لبنان أضناهم التعب والتهجير والإهمال حتى باتوا يحلمون بالعيش كبقية أقرانهم من أطفال العالم الذين ينعمون بالأمن والسلام، زاد استمرار الحرب الدائرة في سورية من مأساتهم بشكل عام، وأدى إلى تدهور أوضاع ذوي الإعاقة الصحية منهم بشكل خاص. هذا ويعد الطفل الفلسطيني السوري والسوري في بلدان اللجوء، الحلقة الأكثر تأثراً بانعكاسات الحرب الدائرة في سورية، التي زادت من معاناة العديد منهم بفقدان ذويهم، إضافة إلى الإصابات الجسدية التي حملوها في رحلة اللجوء.
الطفل"مفيد أحمد خالد" (7 سنوات) ــ أحد أفراد أسرة فلسطينية نزحت من مخيم السبينة في سورية إلى مخيم الرشيدية جنوب لبنان ــ يعاني من شلل دماغي كامل منذ الولادة مما فرض هذا الأمر على العائلة عبء اقتصادي إضافي وذلك بسبب تخصيصه باحتياجات خاصة غذائية وطبية من فحوصات وأدوية دائمة وحفاظات تصل تقريباً شهرياً حوالى 200$، وهذا لما لا تستطيع العائلة المهجرة تأمينه لطفلها، بسبب تردي أوضاعها الإقتصادية وعدم وجود مورد ثابت لهم. 
يقول والد الطفل لمراسل مجموعة العمل:"إن عدد من الجمعيات الإغاثية ومؤسسات العمل الأهلي والمراكز الطبية وبعض المشافي في لبنان، قدمت له في البداية معونة مادية وطبية لولده ولكنها في نهاية الأمر تخلت عنه بحجة عدم وجود تمويل يغطي حالته الصحية". 
أما قصة الطفل "جواد العبويني" هي نموذج لقصص مشابهة مؤلمة عن أطفال فلسطينيي سورية وسورية الذين تعرّضوا لإعاقات وإصابات نتيجة الحرب في سورية القصف على المدنيين، فالطفل " العبويني" ابن السبع سنوات بدأت حالته المرضية بالتدهور مع بداية الأحداث في مخيم اليرموك، حيث أصيب الطفل نتيجة استنشاقه الغازات التي ألقيت على الحجر الاسود، وتطورت الحالة نتيجة انعدام الدواء والعلاج والرعاية الصحية والجوع بسبب الحصار على اليرموك ليصبح مريضاً بالشلل الدماغي، قبل أن تجري له عملية جراحية في سوريا وتعرض على إثرها لنزيف حاد. 
وتقول والدة الطفل جواد:"إن حالة ولدها زادت سوءاً ما اضطرها للانتقال إلى لبنان، - مخيم عين الحلوة ، حيث بدأت رحلة العذاب والبحث عن علاج له إلا أنها كانت دائما تصطدم بالإمكانيات المادية غير المتوفرة لدى العائلة، وكذلك عدم تعاون الجمعيات الخيرية والمراكز الطبية معهم، وتضيف الوالدة أن اليأس دفعها للمخاطرة بحياتها وحياة طفلها وركوب قوارب الموت للوصول إلى اليونان على أمل أن يستكملان طريقهما إلى أوروبا، حتى يستطيع طفلها تلقي العلاج. 
فيما تعاني الطفلة إيناس من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين في حلب من ضمور دماغي ولم تر النور من قبل، إذ ولدت كفيفة، وخضعت أثناء تواجدها في سورية لأكثر من عملية جراحية في عينيها، وكانت تحتاج إلى عملية أخرى ولكن خروجها من سورية وغلاء الاستشفاء ووضعهم المادي والمعيشي الصعب حال دون ذلك، تتمنى والدة إيناس من أن تبصر ابنتها النور، ولكنها تعلم علم اليقين أنهم في هذه الأوضاع القاسية لن يستطيوا تحقيق تلك الأمنية. 
لم تكن المقالة التي كتبها "بيير كرهينبول" المفوض العام، لوكالة الأونروا تحت عنوان" لا ينبغي أن يتم إهمال آية" تلك الطفلة الفلسطينية السورية البالغة من العمر(7 سنوات) ، والتي تعلمت المشي بعد أن أجريت لها العديد من العمليات نتيجة تعرضها لهجوم بقذائف الهاون ما أدى إلى تشويه ساقها الأمر الذي استوجب بترها. إلا ليسلط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة ويدق ناقوس الخطر بسبب ما يتعرضون له من مصاعب نتيجة النزاع الدائر في سورية، إلا أن تلك الحالة ومساعدتها من قبل الأونروا تبقى حالة فردية فهناك العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهملين ومنسيين لا يجدون من يهتم بهم ويقدم لهم الرعاية الصحية المطلوبة. 
وفي السياق حاول مراسل مجموعة العمل في لبنان الحصول على إحصاءات عن عدد الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة من الفلسطينيين السوريين في لبنان، ممن تعرّضوا لإصابات جراء الحرب الدائرة في سورية، تسببت لهم بإعاقات دائمة، إلا أنه لم يجد أي اهتمام بتلك الحالات، وعند سؤاله لأحد الأطباء في تلك المراكز أجاب بأن إحصاء تلك الحالات ليست من اختصاصهم، وهم يعالجون الأطفال بشكل فردي وبحسب نظام المشفى.
ووفقا لما نشرته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن قدرا كبيرا من ذوي الإعاقات النازحين قسراً في العالم يعانون من الإهمال والتجاهل ضمن مجتمعاتهم المحلية المهجرة، وتقول المفوضية إن هؤلاء معرضون خاصة للإيذاء البدني والجنسي والعاطفي، وقد يستلزمون حماية إضافية، وغالبا يعاني ذوو الإعاقة من العزلة الاجتماعية ويواجهون خطر التخلي عنهم من قبل الآخرين أثناء عمليات الفرار.
ويبقى السؤال الملح: لماذا لا تتحمل منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والأونروا والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مسؤوليتهم الإنسانية تجاه ما يمر به فلسطينيو سورية عامة والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون معاناة مرة أكثر من غيرهم على وجه الخصوص.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4593

خاص مجموعة العمل _ فايز أبوعيد

أطفال فلسطينيي سورية في لبنان أضناهم التعب والتهجير والإهمال حتى باتوا يحلمون بالعيش كبقية أقرانهم من أطفال العالم الذين ينعمون بالأمن والسلام، زاد استمرار الحرب الدائرة في سورية من مأساتهم بشكل عام، وأدى إلى تدهور أوضاع ذوي الإعاقة الصحية منهم بشكل خاص. هذا ويعد الطفل الفلسطيني السوري والسوري في بلدان اللجوء، الحلقة الأكثر تأثراً بانعكاسات الحرب الدائرة في سورية، التي زادت من معاناة العديد منهم بفقدان ذويهم، إضافة إلى الإصابات الجسدية التي حملوها في رحلة اللجوء.
الطفل"مفيد أحمد خالد" (7 سنوات) ــ أحد أفراد أسرة فلسطينية نزحت من مخيم السبينة في سورية إلى مخيم الرشيدية جنوب لبنان ــ يعاني من شلل دماغي كامل منذ الولادة مما فرض هذا الأمر على العائلة عبء اقتصادي إضافي وذلك بسبب تخصيصه باحتياجات خاصة غذائية وطبية من فحوصات وأدوية دائمة وحفاظات تصل تقريباً شهرياً حوالى 200$، وهذا لما لا تستطيع العائلة المهجرة تأمينه لطفلها، بسبب تردي أوضاعها الإقتصادية وعدم وجود مورد ثابت لهم. 
يقول والد الطفل لمراسل مجموعة العمل:"إن عدد من الجمعيات الإغاثية ومؤسسات العمل الأهلي والمراكز الطبية وبعض المشافي في لبنان، قدمت له في البداية معونة مادية وطبية لولده ولكنها في نهاية الأمر تخلت عنه بحجة عدم وجود تمويل يغطي حالته الصحية". 
أما قصة الطفل "جواد العبويني" هي نموذج لقصص مشابهة مؤلمة عن أطفال فلسطينيي سورية وسورية الذين تعرّضوا لإعاقات وإصابات نتيجة الحرب في سورية القصف على المدنيين، فالطفل " العبويني" ابن السبع سنوات بدأت حالته المرضية بالتدهور مع بداية الأحداث في مخيم اليرموك، حيث أصيب الطفل نتيجة استنشاقه الغازات التي ألقيت على الحجر الاسود، وتطورت الحالة نتيجة انعدام الدواء والعلاج والرعاية الصحية والجوع بسبب الحصار على اليرموك ليصبح مريضاً بالشلل الدماغي، قبل أن تجري له عملية جراحية في سوريا وتعرض على إثرها لنزيف حاد. 
وتقول والدة الطفل جواد:"إن حالة ولدها زادت سوءاً ما اضطرها للانتقال إلى لبنان، - مخيم عين الحلوة ، حيث بدأت رحلة العذاب والبحث عن علاج له إلا أنها كانت دائما تصطدم بالإمكانيات المادية غير المتوفرة لدى العائلة، وكذلك عدم تعاون الجمعيات الخيرية والمراكز الطبية معهم، وتضيف الوالدة أن اليأس دفعها للمخاطرة بحياتها وحياة طفلها وركوب قوارب الموت للوصول إلى اليونان على أمل أن يستكملان طريقهما إلى أوروبا، حتى يستطيع طفلها تلقي العلاج. 
فيما تعاني الطفلة إيناس من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين في حلب من ضمور دماغي ولم تر النور من قبل، إذ ولدت كفيفة، وخضعت أثناء تواجدها في سورية لأكثر من عملية جراحية في عينيها، وكانت تحتاج إلى عملية أخرى ولكن خروجها من سورية وغلاء الاستشفاء ووضعهم المادي والمعيشي الصعب حال دون ذلك، تتمنى والدة إيناس من أن تبصر ابنتها النور، ولكنها تعلم علم اليقين أنهم في هذه الأوضاع القاسية لن يستطيوا تحقيق تلك الأمنية. 
لم تكن المقالة التي كتبها "بيير كرهينبول" المفوض العام، لوكالة الأونروا تحت عنوان" لا ينبغي أن يتم إهمال آية" تلك الطفلة الفلسطينية السورية البالغة من العمر(7 سنوات) ، والتي تعلمت المشي بعد أن أجريت لها العديد من العمليات نتيجة تعرضها لهجوم بقذائف الهاون ما أدى إلى تشويه ساقها الأمر الذي استوجب بترها. إلا ليسلط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة ويدق ناقوس الخطر بسبب ما يتعرضون له من مصاعب نتيجة النزاع الدائر في سورية، إلا أن تلك الحالة ومساعدتها من قبل الأونروا تبقى حالة فردية فهناك العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهملين ومنسيين لا يجدون من يهتم بهم ويقدم لهم الرعاية الصحية المطلوبة. 
وفي السياق حاول مراسل مجموعة العمل في لبنان الحصول على إحصاءات عن عدد الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة من الفلسطينيين السوريين في لبنان، ممن تعرّضوا لإصابات جراء الحرب الدائرة في سورية، تسببت لهم بإعاقات دائمة، إلا أنه لم يجد أي اهتمام بتلك الحالات، وعند سؤاله لأحد الأطباء في تلك المراكز أجاب بأن إحصاء تلك الحالات ليست من اختصاصهم، وهم يعالجون الأطفال بشكل فردي وبحسب نظام المشفى.
ووفقا لما نشرته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن قدرا كبيرا من ذوي الإعاقات النازحين قسراً في العالم يعانون من الإهمال والتجاهل ضمن مجتمعاتهم المحلية المهجرة، وتقول المفوضية إن هؤلاء معرضون خاصة للإيذاء البدني والجنسي والعاطفي، وقد يستلزمون حماية إضافية، وغالبا يعاني ذوو الإعاقة من العزلة الاجتماعية ويواجهون خطر التخلي عنهم من قبل الآخرين أثناء عمليات الفرار.
ويبقى السؤال الملح: لماذا لا تتحمل منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والأونروا والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مسؤوليتهم الإنسانية تجاه ما يمر به فلسطينيو سورية عامة والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون معاناة مرة أكثر من غيرهم على وجه الخصوص.

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4593