map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينييو سوريا بين نكبتين‬ .. النكبة..مستمرة‬

تاريخ النشر : 16-05-2016
فلسطينييو سوريا بين نكبتين‬ .. النكبة..مستمرة‬

فاطمة جابر

عندما سمعتها لأول مرة (لاجيء سوري) لم أستوعب تلك الجملة كان وقعها غريب على مسامعي، عدت إلى منزلي في صوفيا الذي لا يعني بالنسبة لي أي شيء على الإطلاق، لا تربطني به أي مشاعر،غريبة عنه وغريب عني، جدرانه لا يوجد فيها أي ذكريات وبصمات لأصوات أحبتي .. كررت الكلمة متل الببغاء حتى أصدقها وأستوعبها .. "لاجيء سوري،.لاجيء سوري، لاجيء سوري " سَمَعي لم يتقبل هذه الجملة ولاعقلي استطاع استيعابها أيضاً وكنت أنفجر باكية كلما سمعت كلمة لاجيء سوري ، لاجئين سوريين إلى أن تعودتها بفعل التكرار .

ذهبت عام 2014 أنا وزوجي لزيارة بعض الشباب السوريين كانوا من أدلب والشام و شباب فلسطينيين من مخيم اليرموك كانو يستأجرون منزل مشترك، ويريدون أن يعودوا إلى معسكر اللاجئين " أوفتيشي كوبل " الموجود بصوفيا لأنهم وهم مجتمعين لا يملكون المال الكافي و لا قدرة لديهم على دفع أجرة المنزل الذي يعيشون به .

نعم كانوا الشباب لاجئين سوريين ولاجئين فلسطينيين وكانوا يضحكون ويمزحون على وضعهم .المأساوي بشكل ساخر ومحزن .. أحدهم من مدينة أدلب لم يكن يملك القدرة على شراء الأنسولين وطلب مني محرجاً وبخجل شديد أن أساعده في تأمين الدواء من خلال بعض المنظمات كمنظمة أطباء بلا حدود مثلاً، كان مريضاً بمرض السكري ، يا الله كم كان خجلاً ومحرجاً عندما طلب ذلك يا الله ..

قام الشباب بواجب الضيافة شربنا الشاي والقهوة وشعرت بأن الوقت قد مر سريعا ونحن معهم .

كانوا تماماً كالطير يرقص مذبوحا من الآلم .. يتألمون بشكل صامت وساخر وضاحك، أحدهم كان مصراً على العودة إلى سوريا قال أريد أن أعود لأشعر بكرامتي حتى لو مت تحت الدمار لن أبقى لاجيء هنا في هذا البلد التعيس ولا أريد أن أسافر لدولة بعيدة أكثر من بلعاريا عن سوريا ، بلغاريا ليست بعيدة كباقي الدول الأوربية ، سمعت فيما بعد من باقي الشباب بأنه عاد إلى مدينته في الشمال السوري .

نعم الشباب لم يُخلقوا لاجئين كانوا سوريين وصاروا "لاجئين سوريين" ويسكن معهم أصدقائهم الفلسطينيين الذين يحملون اللقب منذ الولادة "لاجئين فلسطينين"

تعيشوا وتفتكروا وتحكوا لولادكم أيها اللاجئين القدامى والجدد

وانشاء الله تكون نكبتنا السورية آخر النكبات .

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4902

فاطمة جابر

عندما سمعتها لأول مرة (لاجيء سوري) لم أستوعب تلك الجملة كان وقعها غريب على مسامعي، عدت إلى منزلي في صوفيا الذي لا يعني بالنسبة لي أي شيء على الإطلاق، لا تربطني به أي مشاعر،غريبة عنه وغريب عني، جدرانه لا يوجد فيها أي ذكريات وبصمات لأصوات أحبتي .. كررت الكلمة متل الببغاء حتى أصدقها وأستوعبها .. "لاجيء سوري،.لاجيء سوري، لاجيء سوري " سَمَعي لم يتقبل هذه الجملة ولاعقلي استطاع استيعابها أيضاً وكنت أنفجر باكية كلما سمعت كلمة لاجيء سوري ، لاجئين سوريين إلى أن تعودتها بفعل التكرار .

ذهبت عام 2014 أنا وزوجي لزيارة بعض الشباب السوريين كانوا من أدلب والشام و شباب فلسطينيين من مخيم اليرموك كانو يستأجرون منزل مشترك، ويريدون أن يعودوا إلى معسكر اللاجئين " أوفتيشي كوبل " الموجود بصوفيا لأنهم وهم مجتمعين لا يملكون المال الكافي و لا قدرة لديهم على دفع أجرة المنزل الذي يعيشون به .

نعم كانوا الشباب لاجئين سوريين ولاجئين فلسطينيين وكانوا يضحكون ويمزحون على وضعهم .المأساوي بشكل ساخر ومحزن .. أحدهم من مدينة أدلب لم يكن يملك القدرة على شراء الأنسولين وطلب مني محرجاً وبخجل شديد أن أساعده في تأمين الدواء من خلال بعض المنظمات كمنظمة أطباء بلا حدود مثلاً، كان مريضاً بمرض السكري ، يا الله كم كان خجلاً ومحرجاً عندما طلب ذلك يا الله ..

قام الشباب بواجب الضيافة شربنا الشاي والقهوة وشعرت بأن الوقت قد مر سريعا ونحن معهم .

كانوا تماماً كالطير يرقص مذبوحا من الآلم .. يتألمون بشكل صامت وساخر وضاحك، أحدهم كان مصراً على العودة إلى سوريا قال أريد أن أعود لأشعر بكرامتي حتى لو مت تحت الدمار لن أبقى لاجيء هنا في هذا البلد التعيس ولا أريد أن أسافر لدولة بعيدة أكثر من بلعاريا عن سوريا ، بلغاريا ليست بعيدة كباقي الدول الأوربية ، سمعت فيما بعد من باقي الشباب بأنه عاد إلى مدينته في الشمال السوري .

نعم الشباب لم يُخلقوا لاجئين كانوا سوريين وصاروا "لاجئين سوريين" ويسكن معهم أصدقائهم الفلسطينيين الذين يحملون اللقب منذ الولادة "لاجئين فلسطينين"

تعيشوا وتفتكروا وتحكوا لولادكم أيها اللاجئين القدامى والجدد

وانشاء الله تكون نكبتنا السورية آخر النكبات .

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/4902