map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية.. ذاب الثلج ولم تذُب المعاناة

تاريخ النشر : 16-01-2015
فلسطينيو سورية.. ذاب الثلج ولم تذُب المعاناة

 لم يحمل الثلج هذه المرة البهجةَ لأطفال المخيمات الفلسطينية في سورية، كما كان يحملها لهم قبل أربعة أعوام، بل كان بياضُه هذا ثقيلاً قاسياً، وقاتلاً، قهَرَ فرحتَهم فيه، وأجبر آباءهم على تكسير الطاولات وأبواب البيوت الداخلية وتحويل الأثاث إلى حطب للتدفئة.

الثلج يشعل أوجاع اللاجئين

مخيم اليرموك هو العنوان الأكبر، الذي تجري على نسقه العديد من المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، فهو أكبر هذه المخيمات من حيث عدد القاطنين، ونصيبه من المأساة السورية كان، على ما يبدو، متناسباً مع حجمه وتاريخه ودوره النضالي على مدار العقود الماضية.

شباب من مخيم اليرموك يجتمعون ليلاً تحت الثلج، حسب مقطع فيديو انتشر على يوتيوب، يغنّون "اشهد يا عالم علينا وعاليرموك" في إسقاط للواقع على أغنية فرقة العاشقين الشهيرة التي لازمت بيروت أيام حصار الفدائيين فيها عام 1982، من قِبل الاحتلال الصهيوني.

أحد "الساهرين" على عتبات الثلج والقهر، طالب في ذات الفيديو، بفك الحصار عن مخيم اليرموك "الذي لا يوجد فيه طعام ولا دواء، فالمخيم بحاجة ماسة إلى الغذاء"، حسب قوله.

وحذّر في الوقت نفسه من أن تأخير فتح طريق آمن لخروج نحو 20 ألف مدني عالقين في مخيم اليرموك، سيؤدي إلى مأساة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

أثاث البيوت حطب للتدفئة

رئيس المجلس المدني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، فوزي حميد، أكد أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيم يعانون معاناة قاسية للغاية في ظل مرور المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

ونوَّه إلى تفاقم أوضاع اللاجئين الصحية والحياتية نتيجة الأزمات التي يمرون بها بسبب استمرار الصراع في الأراضي السورية.

وقال حميد في تصريحات نقلتها عنه مواقع تعنى بشؤون اللاجئين: "هذه الأجواء تزيد الأعباء على كاهل اللاجئين، وتتطلب منهم توفير الحماية لأطفالهم من غذاء ودفء في وقت لا يستطيع السكان مجابهة هذه الأزمات في الأيام العادية، لذلك هناك معاناة قاسية تواجهنا دون أن يلتفت إلينا أحد".

وأوضح أن الصقيع القارس الذي يعانيه مخيم اليرموك، جعل الأهالي يقومون بحرق ما لديهم من أثاث خشبي من أجل الحصول على الدفء في الوقت الذي يعاني منه المخيم من أزمة شديدة في توفر الوقود لليوم الـ(553) على التوالي.

إحصائيات

من جهته؛ لفت الناشط في مجال اللاجئين الفلسطينيين، علي هويدي، أن ما لا يقل عن 28 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا وصلوا إلى أوروبا خلال الأربع سنوات الأخيرة.

وأشار إلى فرار أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني من سورية إلى بلدان الجوار منهم (14348) لاجئاً في الأردن و(42000) في لبنان، وذلك وفقا لإحصائيات وكالة "أونروا" لغاية نوفمبر 2014.

كما أفاد هويدي باستشهاد أكثر من 2600 لاجئ فلسطيني منذ بداية الأزمة السورية، من بينهم 157 امرأة و286 لاجئاً قضوا تحت التعذيب، و267 لاجئاً قضوا إثر قنصهم و84 لاجئاً أعدموا ميدانياً، و985 لاجئاً قضوا بسبب القصف.

مبادرات ودعوات لإجلاء المحاصَرين

وأطلق عدد من الناشطين الفلسطينيين من أبناء المخيمات الفلسطينية السورية حملة حملت عنوان " أنقذوا فلسطينيي سورية"، وذلك بهدف فتح ممر إنساني آمن تحت حماية ورعاية المنظمات الدولية لإخراج كل من يرغب بذلك من فلسطينيي مخيم اليرموك ومخيم سبينة ومخيم الحسينية ومخيم السيدة زينب المحاصرين إلى خارج مناطق الصراع والحروب، ليبدأ حياة مستقرة آمنة.

وطالب الناشطون بأن تُطبَّق بنود قوانين اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين لسنة 1951 (اتفاقية اللاجئين) (وبروتوكولها لسنة 1967 (بروتوكول اللاجئين) واتفاقية 1954 المتعلقة بوضع الأشخاص الفاقدي الجنسية واتفاقية 1961 بشأن إزالة أو إلغاء حالة فقدان الجنسية، وتطبيق بند تعريف "اللاجئ" المقبول عالمياً.

وحول الوسائل والآليات المتبعة في تنفيذ بنود تلك الحملة، صرح أحد الناشطين المشاركين فيها لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، بأنهم سيقومون بتوجيه رسائل لكل الجهات الدولية التي يمكن أن تدعم، وتشرف على تنفيذ هذا المطلب.

كما سيتم التواصل مع جميع المنظمات والحركات والفصائل والهيئات الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية لتوضيح أهمية التحرك الإنساني السريع لإنقاذ من يمكن إنقاذه من المدنيين العالقين قبل فوات الأوان.

وفي ذات السياق؛ أعلنت "حملة الوفاء الأوروبية" في بيان صادر عنها بوقت سابق، أنها تتابع الأوضاع الإنسانية المتردية في مخيم اليرموك بعد توقف المساعدات عنه وزيادة اﻷوضاع سوءا بعد العاصفة الثلجية وهو ما يفاقم من الحالة الصعبة القائمة .

وناشدت الحملة في بيانها المنظمات الإغاثية بضرورة الاستجابة السريعة لاحتياجات أهالي مخيم اليرموك، والعمل الجاد لتحييد المدنيين عن أتون الصراع الدائر في سورية

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/528

 لم يحمل الثلج هذه المرة البهجةَ لأطفال المخيمات الفلسطينية في سورية، كما كان يحملها لهم قبل أربعة أعوام، بل كان بياضُه هذا ثقيلاً قاسياً، وقاتلاً، قهَرَ فرحتَهم فيه، وأجبر آباءهم على تكسير الطاولات وأبواب البيوت الداخلية وتحويل الأثاث إلى حطب للتدفئة.

الثلج يشعل أوجاع اللاجئين

مخيم اليرموك هو العنوان الأكبر، الذي تجري على نسقه العديد من المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، فهو أكبر هذه المخيمات من حيث عدد القاطنين، ونصيبه من المأساة السورية كان، على ما يبدو، متناسباً مع حجمه وتاريخه ودوره النضالي على مدار العقود الماضية.

شباب من مخيم اليرموك يجتمعون ليلاً تحت الثلج، حسب مقطع فيديو انتشر على يوتيوب، يغنّون "اشهد يا عالم علينا وعاليرموك" في إسقاط للواقع على أغنية فرقة العاشقين الشهيرة التي لازمت بيروت أيام حصار الفدائيين فيها عام 1982، من قِبل الاحتلال الصهيوني.

أحد "الساهرين" على عتبات الثلج والقهر، طالب في ذات الفيديو، بفك الحصار عن مخيم اليرموك "الذي لا يوجد فيه طعام ولا دواء، فالمخيم بحاجة ماسة إلى الغذاء"، حسب قوله.

وحذّر في الوقت نفسه من أن تأخير فتح طريق آمن لخروج نحو 20 ألف مدني عالقين في مخيم اليرموك، سيؤدي إلى مأساة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

أثاث البيوت حطب للتدفئة

رئيس المجلس المدني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، فوزي حميد، أكد أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيم يعانون معاناة قاسية للغاية في ظل مرور المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

ونوَّه إلى تفاقم أوضاع اللاجئين الصحية والحياتية نتيجة الأزمات التي يمرون بها بسبب استمرار الصراع في الأراضي السورية.

وقال حميد في تصريحات نقلتها عنه مواقع تعنى بشؤون اللاجئين: "هذه الأجواء تزيد الأعباء على كاهل اللاجئين، وتتطلب منهم توفير الحماية لأطفالهم من غذاء ودفء في وقت لا يستطيع السكان مجابهة هذه الأزمات في الأيام العادية، لذلك هناك معاناة قاسية تواجهنا دون أن يلتفت إلينا أحد".

وأوضح أن الصقيع القارس الذي يعانيه مخيم اليرموك، جعل الأهالي يقومون بحرق ما لديهم من أثاث خشبي من أجل الحصول على الدفء في الوقت الذي يعاني منه المخيم من أزمة شديدة في توفر الوقود لليوم الـ(553) على التوالي.

إحصائيات

من جهته؛ لفت الناشط في مجال اللاجئين الفلسطينيين، علي هويدي، أن ما لا يقل عن 28 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا وصلوا إلى أوروبا خلال الأربع سنوات الأخيرة.

وأشار إلى فرار أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني من سورية إلى بلدان الجوار منهم (14348) لاجئاً في الأردن و(42000) في لبنان، وذلك وفقا لإحصائيات وكالة "أونروا" لغاية نوفمبر 2014.

كما أفاد هويدي باستشهاد أكثر من 2600 لاجئ فلسطيني منذ بداية الأزمة السورية، من بينهم 157 امرأة و286 لاجئاً قضوا تحت التعذيب، و267 لاجئاً قضوا إثر قنصهم و84 لاجئاً أعدموا ميدانياً، و985 لاجئاً قضوا بسبب القصف.

مبادرات ودعوات لإجلاء المحاصَرين

وأطلق عدد من الناشطين الفلسطينيين من أبناء المخيمات الفلسطينية السورية حملة حملت عنوان " أنقذوا فلسطينيي سورية"، وذلك بهدف فتح ممر إنساني آمن تحت حماية ورعاية المنظمات الدولية لإخراج كل من يرغب بذلك من فلسطينيي مخيم اليرموك ومخيم سبينة ومخيم الحسينية ومخيم السيدة زينب المحاصرين إلى خارج مناطق الصراع والحروب، ليبدأ حياة مستقرة آمنة.

وطالب الناشطون بأن تُطبَّق بنود قوانين اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين لسنة 1951 (اتفاقية اللاجئين) (وبروتوكولها لسنة 1967 (بروتوكول اللاجئين) واتفاقية 1954 المتعلقة بوضع الأشخاص الفاقدي الجنسية واتفاقية 1961 بشأن إزالة أو إلغاء حالة فقدان الجنسية، وتطبيق بند تعريف "اللاجئ" المقبول عالمياً.

وحول الوسائل والآليات المتبعة في تنفيذ بنود تلك الحملة، صرح أحد الناشطين المشاركين فيها لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، بأنهم سيقومون بتوجيه رسائل لكل الجهات الدولية التي يمكن أن تدعم، وتشرف على تنفيذ هذا المطلب.

كما سيتم التواصل مع جميع المنظمات والحركات والفصائل والهيئات الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية لتوضيح أهمية التحرك الإنساني السريع لإنقاذ من يمكن إنقاذه من المدنيين العالقين قبل فوات الأوان.

وفي ذات السياق؛ أعلنت "حملة الوفاء الأوروبية" في بيان صادر عنها بوقت سابق، أنها تتابع الأوضاع الإنسانية المتردية في مخيم اليرموك بعد توقف المساعدات عنه وزيادة اﻷوضاع سوءا بعد العاصفة الثلجية وهو ما يفاقم من الحالة الصعبة القائمة .

وناشدت الحملة في بيانها المنظمات الإغاثية بضرورة الاستجابة السريعة لاحتياجات أهالي مخيم اليرموك، والعمل الجاد لتحييد المدنيين عن أتون الصراع الدائر في سورية

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/528