map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

فلسطينيو سورية يبحرون بين طيَّات الصور ليتنسّموا منها عبق الماضي الجميل

تاريخ النشر : 08-08-2016
فلسطينيو سورية يبحرون بين طيَّات الصور ليتنسّموا منها عبق الماضي الجميل

فايز أبوعيد

بعد أن ضاقت الأرض بهم بما رحبت، وعجزت الصدور عن التقاط أنفاسها، وبعد أن خرجوا من مخيماتهم هرباً من جحيم الحرب في سورية ونجوا بأنفسهم من القصف الذي طال منازلهم، وبعد أن تشتتوا في أصقاع المعمورة، عاد الحنين والشوق يجيش في صدور اللاجئين الفلسطينيين السوريين إلى أيام خلت عاشوها في مخيماتهم وبين أبناء شعبهم، فلجأ كثيرون منهم للإبحار بين طيَّات (الألبومات) العائلية التي استطاعوا أن يخرجونها معهم حين لملموا أغراضهم وحقائبهم الشخصية ليتنسّموا من خلال الصور الفوتغرافيَّة عبق الماضي الجميل، وليتذكروا أعزاء لهم ظلوا  في (إطار الصورة)، لكنهم الآن (خارج إطار الأحياء).. بعد أن غيَّبهم الموت نتيجة الحصار والقصف والغرق والتعذيب.

يُقلبون صفحات مجلد الصور الشخصية ويتنهدون كلما مروا على صورة أُلتقطت لهم في زواريب وحارات مخميهم وتمر بمخيلتهم ملامح حارتهم وتلك السهرات الجميلة التي قضوها برفقة الأحبة والخلان والجيران، فهذه صورة جماعية أُلتقطت على حين غرة أثناء تواجدهم في الحارة وهم يتسامرون ويلعبون الورق، وهذه صورة للعائلة بمناسبة نجاح ولدهم في الشهادة الثانوية، وأخرى تجمعهم مع أصدقائهم أثناء ذهابهم إلى المسبح، وأخرى وأخرى تعيد لذاكرتهم أجمل اللحظات التي عاشوها، ويترحمون عليها بعد أن فرقت بينهم الحرب الدائرة في سورية وشردتهم من ديارهم ومنازلهم، وقتلت منهم الكثير فمنهم من مات غرقاً وجوعاً وقصفاً وآخرين قضوا بسبب الحصرة والحزن على ما حل بهم.

لقد بات اللاجئ الفلسطيني السوري يجد في الصورة ضالته، ووسيلة لاستعادة الذكريات والحنين إلى الماضي والترحم على الأموات، والتغلب على أحزانهم، علها تعيد ولو جزءاً يسيراً من ذكريات أبت إلا أن تكون الصور عنواناً لها!!

وأخيراً يمكننا التساؤل هل كُتب على اللاجئ الفلسطيني أن يعيش على خزائن ذكرياته المتراكمة في مخيلته، وما يختزنه عقله الباطن من ذكريات الماضي وارهاصات واقعه المؤلم، ويتجرع مرارة النكبات واللجوء والنكسات والتشرد وعدم الشعور بالإستقرار والأمن والأمان بشكل مستمر، وأن تطغى على استرجاع ذكرياته الغابرة، مسحة التشاؤم، لتظهر في تجاعيد وجهه ملامح الوجوم، تعبيراً عن حياة مؤلمة، عاشها ببؤس، وعانى شقاءها بقساوة منذ عام 1948.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5455

فايز أبوعيد

بعد أن ضاقت الأرض بهم بما رحبت، وعجزت الصدور عن التقاط أنفاسها، وبعد أن خرجوا من مخيماتهم هرباً من جحيم الحرب في سورية ونجوا بأنفسهم من القصف الذي طال منازلهم، وبعد أن تشتتوا في أصقاع المعمورة، عاد الحنين والشوق يجيش في صدور اللاجئين الفلسطينيين السوريين إلى أيام خلت عاشوها في مخيماتهم وبين أبناء شعبهم، فلجأ كثيرون منهم للإبحار بين طيَّات (الألبومات) العائلية التي استطاعوا أن يخرجونها معهم حين لملموا أغراضهم وحقائبهم الشخصية ليتنسّموا من خلال الصور الفوتغرافيَّة عبق الماضي الجميل، وليتذكروا أعزاء لهم ظلوا  في (إطار الصورة)، لكنهم الآن (خارج إطار الأحياء).. بعد أن غيَّبهم الموت نتيجة الحصار والقصف والغرق والتعذيب.

يُقلبون صفحات مجلد الصور الشخصية ويتنهدون كلما مروا على صورة أُلتقطت لهم في زواريب وحارات مخميهم وتمر بمخيلتهم ملامح حارتهم وتلك السهرات الجميلة التي قضوها برفقة الأحبة والخلان والجيران، فهذه صورة جماعية أُلتقطت على حين غرة أثناء تواجدهم في الحارة وهم يتسامرون ويلعبون الورق، وهذه صورة للعائلة بمناسبة نجاح ولدهم في الشهادة الثانوية، وأخرى تجمعهم مع أصدقائهم أثناء ذهابهم إلى المسبح، وأخرى وأخرى تعيد لذاكرتهم أجمل اللحظات التي عاشوها، ويترحمون عليها بعد أن فرقت بينهم الحرب الدائرة في سورية وشردتهم من ديارهم ومنازلهم، وقتلت منهم الكثير فمنهم من مات غرقاً وجوعاً وقصفاً وآخرين قضوا بسبب الحصرة والحزن على ما حل بهم.

لقد بات اللاجئ الفلسطيني السوري يجد في الصورة ضالته، ووسيلة لاستعادة الذكريات والحنين إلى الماضي والترحم على الأموات، والتغلب على أحزانهم، علها تعيد ولو جزءاً يسيراً من ذكريات أبت إلا أن تكون الصور عنواناً لها!!

وأخيراً يمكننا التساؤل هل كُتب على اللاجئ الفلسطيني أن يعيش على خزائن ذكرياته المتراكمة في مخيلته، وما يختزنه عقله الباطن من ذكريات الماضي وارهاصات واقعه المؤلم، ويتجرع مرارة النكبات واللجوء والنكسات والتشرد وعدم الشعور بالإستقرار والأمن والأمان بشكل مستمر، وأن تطغى على استرجاع ذكرياته الغابرة، مسحة التشاؤم، لتظهر في تجاعيد وجهه ملامح الوجوم، تعبيراً عن حياة مؤلمة، عاشها ببؤس، وعانى شقاءها بقساوة منذ عام 1948.

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/5455