map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

مخيم اليرموك غَيْر

تاريخ النشر : 19-12-2017
مخيم اليرموك غَيْر

خليل محمود الصمادي

لماذا مخيم اليرموك غَيْر ؟ سؤال يراود الكثيرون لا سيما الذين لا يعرفونه !!

هل على رأسه ريشة ؟ أم أنه ليس كغَيْره؟ هل هو غَيْر ؟ !!

نعم مخيم اليرموك غَيْر .

مخيم اليرموك غَيْر غَيْر غَيْر بالنسبة لي ، ولهم !!

مخيم اليرموك بالنسبة لنا ( أنا ونحن ) الذين ولدنا وعشنا جل عمرنا فيه هو غَيْر، لأنه مسقط رأسنا ومهوى أفئدتنا وملعب صبانا؛ فلو لم يكن (غَيْر) لما تدفقت الذكريات الأليمة عليّ وعلى كل من شرب من مائه وتنفس هواءه وحتى لو كان ملوثا؛ كل يوم وساعة بل ودقيقة.

مخيم اليرموك بالنسبة لنا غَيْر: لأنه عاصمة الشتات أو هو فلسطين الصغرى فتجد فيه القدس وحيفا ويافا وعكا وطبرية والطنطورة والطيرة ولوبية وجبع وعرابية و... في الزمان والمكان، ولا مكان لنا سواه، فلا ضياع عندنا ولا مزارع ولا مصانع وما سواها.

اليرموك غَيْر لأنه المكان الوحيد الذي حوى الفلسطيني والسوري والعراقي واللبناني والسوداني والصومالي، واليساري واليميني والبعثي والإخواني والقومي السوري، والسلفي والناصري وكل ألوان الطيف العرقي والفكري تحت سقف واحد.

المخيم غَيْر: ففيه الفتحاوي والحمساوي والجهادي ، والجبهاوي بأنواعها المتعددة ، والتقدمي واليساري والموالي والمعارض.

المخيم غَيْر: فمنه انطلق أبطال العودة إلى حدود فلسطين والجولان، وإلى الأردن في الستينات، وإلى جنوب لبنان، وحتى إلى العراق أيام الغزو الأمريكي وووو

مخيم اليرموك غَيْر: فيه مقبرتان للشهداء امتلأتا عن بكرة أبيهما منذ علي خربوش ومفلح السالم وحتى محمود المبحوح وما بينهما من فتحي الشقاقي وجهاد جبريل وخليل الوزير وعبد الكريم الكرمي و..... وهذا كاف لمن يتهمنا بالاسترخاء والركون للدنيا.

المخيم غَيْر: ففيه عشرات المدارس والمعاهد والمراكز الثقافية ودور النشر وحتى صارت مقولة : من أراد اللباس الجميل فليذهب إلى سوق الحميدية ومن أراد الطعام والشراب فليذهب للجزماتية " من أراد العلم والتفوق فليذهب إلى مخيم اليرموك وليسجل في معاهدها.

مخيمنا غَيْر: ففيه ثانوية للبنين والبنات منذ عام ١٩٧٢ وقبل استباحته وحصاره صارت فيه أربع ثانويات وعشرات الإعداديات ومئات الابتدائيات بما فيها من التعليم الحكومي والأونروا والتعليم الخاص والمعاهد وغَيْرها.

مخيم اليرموك غَيْر: لأنه مركز اقتصادي بامتياز فلا بطالة ففيه فمن مئات الأطباء إلى آلاف المدرسين ومثلهم من المهندسين والصيادلة والبائعين والمستثمرين، فليس غريباً أن تجد في حارة من حاراته أكثر من عشرين طبيباً ما بين جراح وطبيب أسنان.

مخيمنا غَيْر: لأنه علامة مميزة وماركة مسجلة، فثالث أكبر مساجد دمشق في شماله ( البشير) وأكبر مركز ثقافي في دمشق جنوبه وبينهما ثاني أكبر سوق تجاري بعد سوق الحميدية ألا وهو سوق شارع لوبية.

مخيمنا غَيْر: فهو رمز التعايش الفلسطيني السوري فللمعلومية نسبة الفلسطينيين في مخيم اليرموك أقل من السوريين بكثير ولكن يصعب عليك أن تميز بينهما فكم من سوري لم يكتشفه أصدقاءه أو جيرانه أنه سوري إلا بعد حين وكم من فلسطيني يحسبه الناس سوريا ولولا لباس جيش التحرير الفلسطيني المميز لما عرف.

مخيمنا غَيْر: لأن المراهق فيه إذا سولت له نفسه أن يعاكس فتاة يقول لها: خيتا ؛ فينتبه لخطيئته ويعتذر، وإذا فتاة أعجبت بشاب تقول له: خيّا.

مخيم اليرموك غَيْر: ففيه عشرات المشافي والمستوصفات التي قدمت للفقراء والمساكين العلاج والدواء فيستقبلك من أوله وبجوار مخفر الشرطة مستشفى الرحمة لينتهي بك عند مشفى فلسطين وما بينهما من مشاف ومستوصفات كالباسل وحلاوة والجمعية الخيرية والخامس وما أدراك ما الخامس؛ هو المستوصف الذي أهداه ملك المغرب محمد الخامس في بداية ستينات القرن الماضي للاجئين الفلسطينيين.

مخيم اليرموك غَيْر: يكفيك منه وهج الأسماء حلوها ومرها، أحياءهم وأمواتهم : المختار أبو إبراهيم موعد ، الشيخ الألباني، علي خشان، تاج الدين عم علي، إيليا سلوم يارد، أبو خليل العيلبوني ، العنبر، المعجل والد الشهداء الأربعة ، القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي، داوود يعقوب وشقيقه طالب، فوزي حميد، أبو منير عودة، د. أحمد برقاوي، د. محمود موعد، د. فيصل دراج، د. أسامة الأشقر، علي بدوان، نبيل السهلي، مروان زرزر، فهد بلان ، ياسين بقوش ، سلوم حداد، هاني السعدي ، تيسير إدريس، أبو فواز الطنجي، نمر المهرجي، أبو نايف العايدي ، أبو قاسم النجمة ، أحمد الخالد، الحاج حسني ذيب الخالد، الشيخ رجا الكوسى، شوكت جبالي، أبو شريف إمام مسجد عبد القادر، أبو إبراهيم الخطيب الصفوري، عبد الوهاب مصطفى ،إسماعيل كيلاني، محمد العايدي ، أبو سعيد الحطيني، أبو هوين ، الدكتور مصطفى حسين ، نجاح مشينش ، علي حمد ، غازي زغموت، قاسم درويش، أبو أمين عمايري ،عبد الرحمن السلال ، نور الدين محمود ، ماهر حمادة، أسعد غنام ، موسى اللكود ، خليل البيطار ، محمد الطيب الإبراهيم، فؤاد عودة ، علي الرفاعي ، أحمد موسى ، حسن أبو عيسى ، عماد رحمة ، أبو رضا عودة، خالد جلبوط ،الشاعر محمود مفلح ، أحمد سرساوي، ومحمود ، د. حسن الباش، سمير عطية ،أوس يعقوب د. ابتسام الصمادي ، مي جليلي ، فيحاء استيتية ، فرجة الهنوش ، أم علي الشهابي، غريبة ، فاطمة المجنونة ،مأمون الشايب ، يحيى عشماوي، عبد المعطي أبو زيد، د. أسعد الفلو ،د.نبيل أبو عمشة ، د.يوسف الحطيني، د.محمد عطا موعد، د. إبراهيم عبد الله ، د. نادر صيام ، القاضي رشيد موعد ، المحامي محمد جبول ، أبو عبد الله البرقاوي وأم عبد الله ، يوسف سامي اليوسف وشقيقه السيناريست حسن ، إسماعيل وطالب تميم ،محمود الكبرا، محمود اليوسف وأبناؤه دياب وأحمد ومحمد سلاطين الأدوات الصحية في المخيم ودمشق ،أبو أحمد بيكو، عزت قادرية ، أحمد قادرية، إياد الشهابي، أبو أحمد فؤاد، أبو العباس وجبهة التحرير الفلسطينية، أبو جاسر الكفري ،أبو حسين مطر، اللواء محمود عزام ، أبو سليم لوباني ، عبد الله موعد ، عامر القاضي سمير غوشة ، عربي عوّاد ، أبو محمد سرية ، سائد عبد العال ،حسني حمدان ،حسين رشدان، أبو خليل العقاد ، سميح جبر ، محمد أبو عزة، أحمد جراد ،علي العيلوطي، محمد عطية ، حسن التيس ، وعلي العجل وأحمد البس، أبو مروان الديك ، وعوض النيص ، وراتب الفار ، وغازي الضبع ، والأستاذ عصفور ، السقا والعلان ، ديب الجارحي، الأخرس ، الخطاط ميلاد عيلبوني ، رستم الشهابي ، الحلاق أبو توفيق خرطبيل ، والحلاق أبو بشير الرفاعي ابن عم رئيس وزراء الأردن السابق ( سمير أو عبد المنعم)، ، وأسماء كثيرة وكثيرة لا مجال لذكرها كلها.

مخيم اليرموك غَيْر : ففيه معالم يصعب أن تجدها خارجه : دوار البطيخة ، مدينة الملاهي، محكمة اليرموك ، روضة العودة، المدينة الرياضية ، المطهر الصفوري الأصلي والتقليدي، بناية الشيخ حمدان دخل الله وابنه وزير الإعلام مهدي، مشحم عامر، بيت خالد الحسين ونمر الحسن ، مكتبة الرشيد والطلاب والنهضة والقناعة وعبد الحق ، مكاتب الطيران أربعة أو خمسة ، سوق الخضار ،بلدية اليرموك ،مؤسسة اللاجئين ، مركز حلوة زيدان ، مستوصف رجاء أبو عماشة ،معاهد البشير والكوري والخيام والقدس والإباء والمستقبل وفلسطين وطارق بن زياد والسمو وأشهرها العلا ، ومجوهرات الجمّال وفريد وأبو حطب والأحمد وجورج حفته وأبو عياش ومروان ، ومطعم علي بابا والطربوش وفروج التاج وفلافل الكلسلي ، مخبز حمدان و فرن أبو فؤاد والحصري وأبو عوض وأبو راشد والآلي ، وحلويات نفيسة وماهر والمطبخ الملكي الذي وصل للعالمية، وبيتفور أبو خليفة الذي طارت شهرته في الآفاق واستديو فينوس وبدر والكبرا ، أزهار الحسن ، وأزهار وليد العايدي ، سوق السراميك الرئيس في دمشق ، المشرع ، قناة ترانس ، العصرونية ، مسبح الباسل، صالة البجعة واللؤلؤ ،وليالينا والنبلاء والسعادة والقدس ، بستان أبو علي قاروط ، المهايني ، الإعاشة ، الحليب ، الدوار ، اللوثري ، شارع لوبية ، اليرموك ، فلسطين ، فؤاد حجازي ، وحارة الغوارنة ،حارة المغاربة ،حارة الشوام، حارة الطيارنة، حارة الصفافرة، ومحلات مطر ، الخالد ، الأهرام ، أبو طالب ، عميص ، البجعة، محلات عللوة ، موقف أبو حسن ، معمل البسكوت، مطبعة شاهين ، البنك السوري التجاري ،والتمويل والتنمية ،والعربي، والهرم ، معامل البلوك ، عصرونية أبو أسعد الحيدري ، أبو عادل خماخم، أجبان وألبان حمادة، دكان أبو رزق ، شعبة الحزب ، بيت فلسطين للشعر، مؤسسة فلسطين للثقافة ،مكتبة الديمقراطية ، غسان كنفاني ، الخالصة ، جفرا ، ماجد أبو شرار، دار الشجرة وغسان الشهابي ، مضافة عاطف موعد ، كازية عودة ، الشهابي ، سينما الكرمل ، النجوم، مقهى الحاج إسماعيل ، أبو حشيش، أبو عيسى ، منجرة الفار،المؤسسة الاستهلاكية، عصير أبو الشكر ، بن الأمراء، الحسناء، البدر، ساحة الريجة ، جامع عبد القادر الحسيني ، الوسيم ، الرجولة ، زيد بن الخطاب، الفاروق ، البشير، صلاح الدين ، والحبيب المصطفى، النعمان بن منذر، فلسطين القدس ، أويس القرني ، وملبس كرم ، شارع الثلاثين ، ال ١٥ ، لوبية ، المدارس ، جلال كعوش ، فلسطين ، غاز اليرموك ،صيدلية اليرموك والعودة وفلسطين والقدس الجاعوني وغَيْرهنَّ سبعون ونيف ، الملجأ، المشروع ، ثانوية اليرموك ،عائشة، البعث ، العودة ، مدارس الأونروا، النادي العربي ،أبو زرد ، الكبرا ، معسكر الأشبال ، مفوضية الكشافة ، الهاتف ، البريد ، سوق السيارات ،و ........

هذا هو اليرموك بالنسبة لي ولأمثالي أي النحن ، أبناؤه الفلسطينيون والسوريون الذين بنوه بعرق جباههم.

مخيم اليرموك غَيْر : لأنه ناقص ؛ نعم ناقص من فندق يرتاده الزائرون والضيوف ؛ فشعار أهله : بيت الضيق يسع 100 صديق ؛ لذا تجد فيه كل شيء إلا الفنادق .

وأما مخيم اليرموك بالنسبة ( لهم ) فهو غَيْر أيضا ، وكما قال عمر بن الخطاب كل ذي نعمة فهو محسود فلذلك تم استباحة المخيم ونهبه وطرد أهله والتشفي بهم وربما يسأل سائل من هم ال (هم ) فغني عن الخوض في التفاصيل أقول :

هم أعداء فلسطين وسورية في آن واحد ، من الصهاينة وما دون، استكثروا على الفلسطينيين أن يكون لهم كيان معتبريمارسون فيه حياتهم المعيشية بقدر من البحبوحة والعيش الكريم ، ونسوا أن الفلسطيني تغرب عشرات السنين ليبني بيتا يأوي إليه ونسوا أن الفلسطيني يخرج من الفجر للنجر يلحق رزقه الذي أمره به رب الخلق

أعداء المخيم هم أعداء فلسطين هم كل واحد ساهم في مأساته ونكبته هم الذين لا يحبونه ولا يحبون ساكنيه هم أعداء الحرية والنشاط والتقدم والازدهار ، بعض ( الهم ) صرحوا في بداية الأزمة فيما بينهم :شارك في الهجوم على المخيم واحصل على بيت مجانا ، أو على محل ببضاعته.

أعداء المخيم بعضهم ظنًّ أنه أحسن صنعا ولا يدري أنه صب الزيت على النار

في ذكراك الخامسة يا مخيمي العزيز ما لي إلا أن أقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم انتقم من كل من فرط وساهم في تدمير المخيم من ( الهم وبعض النحن )

وما لنا أن ندعو الله ألا تمر الذكرى السادسة إلا ونحن في اليرموك نعيد ونبني ونرمم ونعمل وندعو لهم بالهداية والخير.

* من خاتمة كتابي "ذكريات من مخيم اليرموك " مع تعديل اقتضته مناسبة الذكرى الخامسة للخروج .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8741

خليل محمود الصمادي

لماذا مخيم اليرموك غَيْر ؟ سؤال يراود الكثيرون لا سيما الذين لا يعرفونه !!

هل على رأسه ريشة ؟ أم أنه ليس كغَيْره؟ هل هو غَيْر ؟ !!

نعم مخيم اليرموك غَيْر .

مخيم اليرموك غَيْر غَيْر غَيْر بالنسبة لي ، ولهم !!

مخيم اليرموك بالنسبة لنا ( أنا ونحن ) الذين ولدنا وعشنا جل عمرنا فيه هو غَيْر، لأنه مسقط رأسنا ومهوى أفئدتنا وملعب صبانا؛ فلو لم يكن (غَيْر) لما تدفقت الذكريات الأليمة عليّ وعلى كل من شرب من مائه وتنفس هواءه وحتى لو كان ملوثا؛ كل يوم وساعة بل ودقيقة.

مخيم اليرموك بالنسبة لنا غَيْر: لأنه عاصمة الشتات أو هو فلسطين الصغرى فتجد فيه القدس وحيفا ويافا وعكا وطبرية والطنطورة والطيرة ولوبية وجبع وعرابية و... في الزمان والمكان، ولا مكان لنا سواه، فلا ضياع عندنا ولا مزارع ولا مصانع وما سواها.

اليرموك غَيْر لأنه المكان الوحيد الذي حوى الفلسطيني والسوري والعراقي واللبناني والسوداني والصومالي، واليساري واليميني والبعثي والإخواني والقومي السوري، والسلفي والناصري وكل ألوان الطيف العرقي والفكري تحت سقف واحد.

المخيم غَيْر: ففيه الفتحاوي والحمساوي والجهادي ، والجبهاوي بأنواعها المتعددة ، والتقدمي واليساري والموالي والمعارض.

المخيم غَيْر: فمنه انطلق أبطال العودة إلى حدود فلسطين والجولان، وإلى الأردن في الستينات، وإلى جنوب لبنان، وحتى إلى العراق أيام الغزو الأمريكي وووو

مخيم اليرموك غَيْر: فيه مقبرتان للشهداء امتلأتا عن بكرة أبيهما منذ علي خربوش ومفلح السالم وحتى محمود المبحوح وما بينهما من فتحي الشقاقي وجهاد جبريل وخليل الوزير وعبد الكريم الكرمي و..... وهذا كاف لمن يتهمنا بالاسترخاء والركون للدنيا.

المخيم غَيْر: ففيه عشرات المدارس والمعاهد والمراكز الثقافية ودور النشر وحتى صارت مقولة : من أراد اللباس الجميل فليذهب إلى سوق الحميدية ومن أراد الطعام والشراب فليذهب للجزماتية " من أراد العلم والتفوق فليذهب إلى مخيم اليرموك وليسجل في معاهدها.

مخيمنا غَيْر: ففيه ثانوية للبنين والبنات منذ عام ١٩٧٢ وقبل استباحته وحصاره صارت فيه أربع ثانويات وعشرات الإعداديات ومئات الابتدائيات بما فيها من التعليم الحكومي والأونروا والتعليم الخاص والمعاهد وغَيْرها.

مخيم اليرموك غَيْر: لأنه مركز اقتصادي بامتياز فلا بطالة ففيه فمن مئات الأطباء إلى آلاف المدرسين ومثلهم من المهندسين والصيادلة والبائعين والمستثمرين، فليس غريباً أن تجد في حارة من حاراته أكثر من عشرين طبيباً ما بين جراح وطبيب أسنان.

مخيمنا غَيْر: لأنه علامة مميزة وماركة مسجلة، فثالث أكبر مساجد دمشق في شماله ( البشير) وأكبر مركز ثقافي في دمشق جنوبه وبينهما ثاني أكبر سوق تجاري بعد سوق الحميدية ألا وهو سوق شارع لوبية.

مخيمنا غَيْر: فهو رمز التعايش الفلسطيني السوري فللمعلومية نسبة الفلسطينيين في مخيم اليرموك أقل من السوريين بكثير ولكن يصعب عليك أن تميز بينهما فكم من سوري لم يكتشفه أصدقاءه أو جيرانه أنه سوري إلا بعد حين وكم من فلسطيني يحسبه الناس سوريا ولولا لباس جيش التحرير الفلسطيني المميز لما عرف.

مخيمنا غَيْر: لأن المراهق فيه إذا سولت له نفسه أن يعاكس فتاة يقول لها: خيتا ؛ فينتبه لخطيئته ويعتذر، وإذا فتاة أعجبت بشاب تقول له: خيّا.

مخيم اليرموك غَيْر: ففيه عشرات المشافي والمستوصفات التي قدمت للفقراء والمساكين العلاج والدواء فيستقبلك من أوله وبجوار مخفر الشرطة مستشفى الرحمة لينتهي بك عند مشفى فلسطين وما بينهما من مشاف ومستوصفات كالباسل وحلاوة والجمعية الخيرية والخامس وما أدراك ما الخامس؛ هو المستوصف الذي أهداه ملك المغرب محمد الخامس في بداية ستينات القرن الماضي للاجئين الفلسطينيين.

مخيم اليرموك غَيْر: يكفيك منه وهج الأسماء حلوها ومرها، أحياءهم وأمواتهم : المختار أبو إبراهيم موعد ، الشيخ الألباني، علي خشان، تاج الدين عم علي، إيليا سلوم يارد، أبو خليل العيلبوني ، العنبر، المعجل والد الشهداء الأربعة ، القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي، داوود يعقوب وشقيقه طالب، فوزي حميد، أبو منير عودة، د. أحمد برقاوي، د. محمود موعد، د. فيصل دراج، د. أسامة الأشقر، علي بدوان، نبيل السهلي، مروان زرزر، فهد بلان ، ياسين بقوش ، سلوم حداد، هاني السعدي ، تيسير إدريس، أبو فواز الطنجي، نمر المهرجي، أبو نايف العايدي ، أبو قاسم النجمة ، أحمد الخالد، الحاج حسني ذيب الخالد، الشيخ رجا الكوسى، شوكت جبالي، أبو شريف إمام مسجد عبد القادر، أبو إبراهيم الخطيب الصفوري، عبد الوهاب مصطفى ،إسماعيل كيلاني، محمد العايدي ، أبو سعيد الحطيني، أبو هوين ، الدكتور مصطفى حسين ، نجاح مشينش ، علي حمد ، غازي زغموت، قاسم درويش، أبو أمين عمايري ،عبد الرحمن السلال ، نور الدين محمود ، ماهر حمادة، أسعد غنام ، موسى اللكود ، خليل البيطار ، محمد الطيب الإبراهيم، فؤاد عودة ، علي الرفاعي ، أحمد موسى ، حسن أبو عيسى ، عماد رحمة ، أبو رضا عودة، خالد جلبوط ،الشاعر محمود مفلح ، أحمد سرساوي، ومحمود ، د. حسن الباش، سمير عطية ،أوس يعقوب د. ابتسام الصمادي ، مي جليلي ، فيحاء استيتية ، فرجة الهنوش ، أم علي الشهابي، غريبة ، فاطمة المجنونة ،مأمون الشايب ، يحيى عشماوي، عبد المعطي أبو زيد، د. أسعد الفلو ،د.نبيل أبو عمشة ، د.يوسف الحطيني، د.محمد عطا موعد، د. إبراهيم عبد الله ، د. نادر صيام ، القاضي رشيد موعد ، المحامي محمد جبول ، أبو عبد الله البرقاوي وأم عبد الله ، يوسف سامي اليوسف وشقيقه السيناريست حسن ، إسماعيل وطالب تميم ،محمود الكبرا، محمود اليوسف وأبناؤه دياب وأحمد ومحمد سلاطين الأدوات الصحية في المخيم ودمشق ،أبو أحمد بيكو، عزت قادرية ، أحمد قادرية، إياد الشهابي، أبو أحمد فؤاد، أبو العباس وجبهة التحرير الفلسطينية، أبو جاسر الكفري ،أبو حسين مطر، اللواء محمود عزام ، أبو سليم لوباني ، عبد الله موعد ، عامر القاضي سمير غوشة ، عربي عوّاد ، أبو محمد سرية ، سائد عبد العال ،حسني حمدان ،حسين رشدان، أبو خليل العقاد ، سميح جبر ، محمد أبو عزة، أحمد جراد ،علي العيلوطي، محمد عطية ، حسن التيس ، وعلي العجل وأحمد البس، أبو مروان الديك ، وعوض النيص ، وراتب الفار ، وغازي الضبع ، والأستاذ عصفور ، السقا والعلان ، ديب الجارحي، الأخرس ، الخطاط ميلاد عيلبوني ، رستم الشهابي ، الحلاق أبو توفيق خرطبيل ، والحلاق أبو بشير الرفاعي ابن عم رئيس وزراء الأردن السابق ( سمير أو عبد المنعم)، ، وأسماء كثيرة وكثيرة لا مجال لذكرها كلها.

مخيم اليرموك غَيْر : ففيه معالم يصعب أن تجدها خارجه : دوار البطيخة ، مدينة الملاهي، محكمة اليرموك ، روضة العودة، المدينة الرياضية ، المطهر الصفوري الأصلي والتقليدي، بناية الشيخ حمدان دخل الله وابنه وزير الإعلام مهدي، مشحم عامر، بيت خالد الحسين ونمر الحسن ، مكتبة الرشيد والطلاب والنهضة والقناعة وعبد الحق ، مكاتب الطيران أربعة أو خمسة ، سوق الخضار ،بلدية اليرموك ،مؤسسة اللاجئين ، مركز حلوة زيدان ، مستوصف رجاء أبو عماشة ،معاهد البشير والكوري والخيام والقدس والإباء والمستقبل وفلسطين وطارق بن زياد والسمو وأشهرها العلا ، ومجوهرات الجمّال وفريد وأبو حطب والأحمد وجورج حفته وأبو عياش ومروان ، ومطعم علي بابا والطربوش وفروج التاج وفلافل الكلسلي ، مخبز حمدان و فرن أبو فؤاد والحصري وأبو عوض وأبو راشد والآلي ، وحلويات نفيسة وماهر والمطبخ الملكي الذي وصل للعالمية، وبيتفور أبو خليفة الذي طارت شهرته في الآفاق واستديو فينوس وبدر والكبرا ، أزهار الحسن ، وأزهار وليد العايدي ، سوق السراميك الرئيس في دمشق ، المشرع ، قناة ترانس ، العصرونية ، مسبح الباسل، صالة البجعة واللؤلؤ ،وليالينا والنبلاء والسعادة والقدس ، بستان أبو علي قاروط ، المهايني ، الإعاشة ، الحليب ، الدوار ، اللوثري ، شارع لوبية ، اليرموك ، فلسطين ، فؤاد حجازي ، وحارة الغوارنة ،حارة المغاربة ،حارة الشوام، حارة الطيارنة، حارة الصفافرة، ومحلات مطر ، الخالد ، الأهرام ، أبو طالب ، عميص ، البجعة، محلات عللوة ، موقف أبو حسن ، معمل البسكوت، مطبعة شاهين ، البنك السوري التجاري ،والتمويل والتنمية ،والعربي، والهرم ، معامل البلوك ، عصرونية أبو أسعد الحيدري ، أبو عادل خماخم، أجبان وألبان حمادة، دكان أبو رزق ، شعبة الحزب ، بيت فلسطين للشعر، مؤسسة فلسطين للثقافة ،مكتبة الديمقراطية ، غسان كنفاني ، الخالصة ، جفرا ، ماجد أبو شرار، دار الشجرة وغسان الشهابي ، مضافة عاطف موعد ، كازية عودة ، الشهابي ، سينما الكرمل ، النجوم، مقهى الحاج إسماعيل ، أبو حشيش، أبو عيسى ، منجرة الفار،المؤسسة الاستهلاكية، عصير أبو الشكر ، بن الأمراء، الحسناء، البدر، ساحة الريجة ، جامع عبد القادر الحسيني ، الوسيم ، الرجولة ، زيد بن الخطاب، الفاروق ، البشير، صلاح الدين ، والحبيب المصطفى، النعمان بن منذر، فلسطين القدس ، أويس القرني ، وملبس كرم ، شارع الثلاثين ، ال ١٥ ، لوبية ، المدارس ، جلال كعوش ، فلسطين ، غاز اليرموك ،صيدلية اليرموك والعودة وفلسطين والقدس الجاعوني وغَيْرهنَّ سبعون ونيف ، الملجأ، المشروع ، ثانوية اليرموك ،عائشة، البعث ، العودة ، مدارس الأونروا، النادي العربي ،أبو زرد ، الكبرا ، معسكر الأشبال ، مفوضية الكشافة ، الهاتف ، البريد ، سوق السيارات ،و ........

هذا هو اليرموك بالنسبة لي ولأمثالي أي النحن ، أبناؤه الفلسطينيون والسوريون الذين بنوه بعرق جباههم.

مخيم اليرموك غَيْر : لأنه ناقص ؛ نعم ناقص من فندق يرتاده الزائرون والضيوف ؛ فشعار أهله : بيت الضيق يسع 100 صديق ؛ لذا تجد فيه كل شيء إلا الفنادق .

وأما مخيم اليرموك بالنسبة ( لهم ) فهو غَيْر أيضا ، وكما قال عمر بن الخطاب كل ذي نعمة فهو محسود فلذلك تم استباحة المخيم ونهبه وطرد أهله والتشفي بهم وربما يسأل سائل من هم ال (هم ) فغني عن الخوض في التفاصيل أقول :

هم أعداء فلسطين وسورية في آن واحد ، من الصهاينة وما دون، استكثروا على الفلسطينيين أن يكون لهم كيان معتبريمارسون فيه حياتهم المعيشية بقدر من البحبوحة والعيش الكريم ، ونسوا أن الفلسطيني تغرب عشرات السنين ليبني بيتا يأوي إليه ونسوا أن الفلسطيني يخرج من الفجر للنجر يلحق رزقه الذي أمره به رب الخلق

أعداء المخيم هم أعداء فلسطين هم كل واحد ساهم في مأساته ونكبته هم الذين لا يحبونه ولا يحبون ساكنيه هم أعداء الحرية والنشاط والتقدم والازدهار ، بعض ( الهم ) صرحوا في بداية الأزمة فيما بينهم :شارك في الهجوم على المخيم واحصل على بيت مجانا ، أو على محل ببضاعته.

أعداء المخيم بعضهم ظنًّ أنه أحسن صنعا ولا يدري أنه صب الزيت على النار

في ذكراك الخامسة يا مخيمي العزيز ما لي إلا أن أقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم انتقم من كل من فرط وساهم في تدمير المخيم من ( الهم وبعض النحن )

وما لنا أن ندعو الله ألا تمر الذكرى السادسة إلا ونحن في اليرموك نعيد ونبني ونرمم ونعمل وندعو لهم بالهداية والخير.

* من خاتمة كتابي "ذكريات من مخيم اليرموك " مع تعديل اقتضته مناسبة الذكرى الخامسة للخروج .

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8741