map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

هذه حكايتي (24)|: اللاجئة الفلسطينية "ريما" " لن أنسى ذلك اليوم الذي انتظرت فيه أخي وعاد جثة بعد إعدامه"

تاريخ النشر : 25-12-2017
هذه حكايتي (24)|: اللاجئة الفلسطينية "ريما" " لن أنسى ذلك اليوم الذي انتظرت فيه أخي وعاد جثة بعد إعدامه"

مجموعة العمل – أثير المقدسي

ماذا لو ...دمروا منزلك؟ اعتقلوا شقيقك أو عزيز لك؟ أعدموه وجاؤوا بجثته هامدة أمامك ولا يزال الدم حاراً في جسده؟؟

تلك يوميات القهر الفلسطينية والسورية في سورية، فلا يكاد يمضي يوم على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إلا ويحمل في طياته مآس وآلام من قتل أو اعتقال أو قصف، فمنهم من فقد أخاه أو أباه أو أمه وطفله أو أحداً من أقاربه حتى تحولت حياتهم إلى مرارة يومية يستحضرون ذكراهم الجميلة والدمع في أعينهم.

اللاجئة الفلسطينية "ريما" وهو اسم مستعار خوفاً على أقاربها في سورية حيث بات الخوف يلازمهم حتى في رواياتهم وكلماتهم، استطاعت أن تروي ما شاهدته وعايشته بعد فترة زمنية كبيرة، ولسان قلبها يقول "المصيبة التي تعم الجميع مش مصيبة" فكل من ينتمي لسورية يحمل مصيبة.

"ريما" هي فرد من عائلة فلسطينية هجرت من فلسطين المحتلة، مكونة من 7 أفراد، تسكن في درعا جنوب سورية، رب العائلة مدرس في إحدى مدارسها، وريما مهندسة وأختها معلمة وأخيها خريج جامعي والآخر كان بانتظار دخول الجامعة قبل أن تنال منه يد الغدر.

كانت أحداث الثورة تتصاعد في سورية ويتصاعد معها القتل والاعتقال، وخاصة في درعا، حيث نالت نصيبها الكبير من الحصار والخوف والرصاص، وزاد من قساوتها حواجز النظام والتي مارست كافة أشكال القتل والإعدام، بعض الحواجز كان يتبع الجيش وبعضها الآخر للفروع الامنية بكافة فروعها المختلفة، وبلغ عدد الحواجز آنذاك أكثر من 40 حاجزاً في مدينة درعا، من أبرزها حاجز "حميدة الطاهر" في حي السحارى بدرعا.

10-11-2012 التاريخ الأسود

تقول اللاجئة الفلسطينية "ريما" لم نتوقع في يوم من الأيام أن يكون لنا نصيب كبير من إرهاب حاجز "حميدة الطاهر" فهو قريب على مطقتنا، وهو عبارة عن مجموعة قتل وترهيب وسرقة، ففي صباح يوم 10-11-2012 حدث تفجير بالقرب من نادي الضباط القريب علينا، كان صوت الانفجار قوياً جداً ولم نعرف ما القصة، وبعد الانفجار ساد هدوء غريب، لم يخرج 10-11-2012 أحد من منزله.

أخي الصغير فرحة عمرنا، في نفس العام نجح في البكالوريا -الشهادة الثانوية وحصل على قبول جامعي في كلية الطب البشري بمدينة حمص، كان والدي يتمنى أن أحداً من أبنائه يدرس الطب، وبحمد لله أخيراً أخي جمّع علامات الطب.

كان أخي سيبدأ بعد يوم من الانفجار يومه الأول في الجامعة بحمص، ومتل أي شاب فرح بالجامعة، اتفق هو وابن عمي ويقطن مع عائلته بنفس الحي وكان طالباً جامعياً سنة ثانية في كلية الهندسة وبحمص أيضاً، اتفقوا على الذهاب لصالون الحلاقة، وبعد صلاة المغرب خرجوا إلى حلّاق قريب على مكان التفجير لكن وجدوه مغلقاً، فذهبوا إلى حلاق آخر وهو جارنا أيضاً فلسطيني، وكانوا أول مرة يذهبوا إليه.

بعد قليل سمعنا صوت رصاص قريب كثير، ما توقعنا أن هذا الرصاص هو أول عملية إعدام ميداني بدرعا بقوم فيها حاجز حميدة، دخل عناصر الحاجز وأطلقوا النار من دون سابق إنذار داخل صالون للحلاقة، وكان بحق أخوي وابن عمي والحلاق وثلاثتهم من اللاجئين الفلسطينيين قتلوا في الحادثة.

وتستكمل ريما بمرارة وغصة كبيرة، ما بعرف كيف استطاعوا يعملوا هكذا بأخوي فقد كانت قطعته ناعمة يظهر كأنه صغير في العمر، لقد أحضروه ومريولة - لباس الحلاقة بعدها معلقة برقبته، وهما ملفوفان بالأغطية، لم أصدق ما حدث، لماذا، كيف، ماذا فعلوا حتى نالوا ذلك، الصدمة كبيرة كانت على الكل، ما توقعنا أن يكون هناك قذارة بهذا الشكل.

تضيف ريما وبعد أسبوع من الإعدامات وفي تاريخ 16-11-2012 تأتي نفس فرقة الموت على الحاجز إلى منزلنا، وبعد الرعب والتكسير والسرقة اعتقلوا أخي الثاني وابن عمي الثاني، وهكا خلال أسبوع خسرت العائلة   4شباب.

سألنا عن المعتقلين كثيرا، وتواصلنا مع معارف لنا لدى تنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة للمساعدة لأجل المعتقلين، لم يبقى أحداً لم نتكلم معه من أجل الموضوع دون نتيجة، كانت فترة بشعة، ماما منهارة، بابا تعبان، كل حياتنا خربت.

دقت ساعة الهجرة

تقول ريما مرت الأيام، تزوجت من زميل معي في العمل وسكنت قريب من منزل عائلتي، تغيرت قليلاً نفسيتهم، شخص جديد دخل للعائلة، اشتاقت ماما لشاب بالبيت بعد ما فرغ من الشباب.

 فبعد 3 سنوات رزقت بصبي، لقد أدخل البهجة قلوبهم الحزينة، وخاصة أني اسميته على اسم أخي المعتقل وتعلقوا به كثيراً لكن ذلك لم يدم، لأن زوجي طلبه النظام السوري للالتحاق في صفوف جيشه للاحتياط، وكانت الصدمة الأخيرة لي ولأهلي هروبنا من درعا إلى تركيا.

تركت أبي وأمي ووظيفتي وكل شيء، سافرنا من درعا إلى دمشق بتاريخ 5-1-2017   بسيارة أجرة وطلب منا المهرب مبلغاً كبيراً لتمريرينا من حواجز النظام في دمشق، ومن دمشق كانت المحطة الثانية.

استطاع زوجي التواصل مع شخص عن طريق معارف يوصلنا إلى مدينة إدلب بسيارة أمنية تابعة للأمن السوري بمبلغ 2200 دولار أمريكي كون زوجي مطلوب للخدمة الاحتياطية وكوني أنا فلسطينية ممنوعة من الخروج من دمشق.

 خرجنا معه من دمشق بتاريخ 11-1-2017 إلى مدينة حمص ثم مدينة حماة ومن حماة تركتنا السيارة وأخذتنا سيارة أخرى، وعند وصولنا إلى معبر حماة ادلب، كان هناك حاجزاً أمنياً، استوقفني أنا وابني الرضيع كوني فلسطينية، ودخل زوجي إلى الجهة الأخرى والتي كانت تحت سيطرة قوات العشائر.

توقفت في الحاجز لمدة ساعة ونصف، تضيف ريما، في هذه الأثناء تواصل زوجي مع أشخاص من المنطقة لتوصيلي إليه بسرعة، طلبوا منه مبلغ 50 ألف ليرة سورية، وبالفعل جاءت سيارة أمنية أخذتني وأدخلتني إلى الجانب الآخر.

 هناك أخذنا قسطاً من الراحة لمدة ساعتين وبعدها جاء موكب سيارة مؤلف من سبع سيارات أخذونا على مراحل ووصلنا إلى حدود محافظة إدلب، ثم أخذنا مهرب آخر، بقينا عنده  3ايام نقلنا إلى محافظة إدلب منطقة دركوش لقاء مبلغ100دولار. حاولنا تخطي الحدود تهريباً، لكن الجندرمة التركية أمسكتنا وأعادتنا إلى الجانب السوري حاولنا 3 مرات ولم تنجح المحاولات.

 تعب ولدي البالغ العمر 4 أشهر وخفنا عليه عندها توقفنا بمحاولات التهريب، وبقينا في فندق بمنطقة أطمة في إدلب، وجاء مهرب آخر وعرض علينا الدخول إلى تركيا مقابل 1750 دولار على الشخص يعني 3500 دولار علينا.

تواصلنا مع أقاربنا ومعارف لنا لتأمين المبلغ، واستطعنا الاستدانة منهم، ودخلنا عن طريق معبر أطمه، والحمد لله وصلنا إلى تركيا بتاريخ 5-2-2017 ، بعدها توجهنا إلى منزل ابن عم زوجي بقينا عنده  10 أيام، واستأجرنا منزل واشترينا حاجيات منزلية متواضعة.

معاناة تركيا

وتستكمل ريما، بدأ زوجي بالبحث عن عمل، وهنا كانت الصعوبة الكبيرة كون زوجي لا يجيد اللغة التركية، ولا يجيد مهنة كونه مساعد طبيب بيطري، وعمل في مجال العتالة في معمل براتب زهيد، كان يغطي إجار البيت وبعض فواتير الكهرباء والماء.

 وكونه لا يوجد أي مساعدة مقدمة لنا نهائياً من قبل المنظمات أو الدولة أصبحت الحياة جداً صعبة، والآن زوجي يعمل في مجال العمل اليومي الذي لا يكون مستمراً إلى يومنا هذا.

ولأن تركيا لا تقع ضمن منطقة عمليات الأونروا، بالتالي لا يحصل الفلسطينيون على مساعدات الوكالة، وينبغي في الوضع الطبيعي أن تشملهم ولاية المفوضية، ولكن خدمات المفوضية، التي توزعها الحكومة التركية، لا تصل اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزال وضعهم القانوني غير واضح.

حكاية ريما هي واحدة من قصص عديدة تختزل في طياتها معاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال الحرب في سورية، والذين أصبح الموت رفيقاً لهم أينما وجدوا، سواء داخل المخيمات المحاصرة، أم في أقبية التعذيب، أو في خيم اللجوء، أو على متن مراكب الموت.

حاجز حميدة الطاهر

يقع الحاجز في حي السحاري في مدينة درعا، وسمي بهذا الاسم نسبة للحديقة التي تحمل الاسم نفسه، ومما جاء على لسان معتقل سابق لدى الحاجز"رأيت أطفالاً يحملون حقائب المدرسة داخل المعهد، عندما رأيتهم صعقت، لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، صراخ النساء كان يملأ المكان ليلاً من التعذيب، أنا لا أعتبر عناصر الحاجز من البشر لأن أفعالهم لا يقوم بها البشر، هؤلاء مجرمون حقيقيون يجب أن لا يفلتوا من العقاب على أعمالهم"

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8773

مجموعة العمل – أثير المقدسي

ماذا لو ...دمروا منزلك؟ اعتقلوا شقيقك أو عزيز لك؟ أعدموه وجاؤوا بجثته هامدة أمامك ولا يزال الدم حاراً في جسده؟؟

تلك يوميات القهر الفلسطينية والسورية في سورية، فلا يكاد يمضي يوم على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إلا ويحمل في طياته مآس وآلام من قتل أو اعتقال أو قصف، فمنهم من فقد أخاه أو أباه أو أمه وطفله أو أحداً من أقاربه حتى تحولت حياتهم إلى مرارة يومية يستحضرون ذكراهم الجميلة والدمع في أعينهم.

اللاجئة الفلسطينية "ريما" وهو اسم مستعار خوفاً على أقاربها في سورية حيث بات الخوف يلازمهم حتى في رواياتهم وكلماتهم، استطاعت أن تروي ما شاهدته وعايشته بعد فترة زمنية كبيرة، ولسان قلبها يقول "المصيبة التي تعم الجميع مش مصيبة" فكل من ينتمي لسورية يحمل مصيبة.

"ريما" هي فرد من عائلة فلسطينية هجرت من فلسطين المحتلة، مكونة من 7 أفراد، تسكن في درعا جنوب سورية، رب العائلة مدرس في إحدى مدارسها، وريما مهندسة وأختها معلمة وأخيها خريج جامعي والآخر كان بانتظار دخول الجامعة قبل أن تنال منه يد الغدر.

كانت أحداث الثورة تتصاعد في سورية ويتصاعد معها القتل والاعتقال، وخاصة في درعا، حيث نالت نصيبها الكبير من الحصار والخوف والرصاص، وزاد من قساوتها حواجز النظام والتي مارست كافة أشكال القتل والإعدام، بعض الحواجز كان يتبع الجيش وبعضها الآخر للفروع الامنية بكافة فروعها المختلفة، وبلغ عدد الحواجز آنذاك أكثر من 40 حاجزاً في مدينة درعا، من أبرزها حاجز "حميدة الطاهر" في حي السحارى بدرعا.

10-11-2012 التاريخ الأسود

تقول اللاجئة الفلسطينية "ريما" لم نتوقع في يوم من الأيام أن يكون لنا نصيب كبير من إرهاب حاجز "حميدة الطاهر" فهو قريب على مطقتنا، وهو عبارة عن مجموعة قتل وترهيب وسرقة، ففي صباح يوم 10-11-2012 حدث تفجير بالقرب من نادي الضباط القريب علينا، كان صوت الانفجار قوياً جداً ولم نعرف ما القصة، وبعد الانفجار ساد هدوء غريب، لم يخرج 10-11-2012 أحد من منزله.

أخي الصغير فرحة عمرنا، في نفس العام نجح في البكالوريا -الشهادة الثانوية وحصل على قبول جامعي في كلية الطب البشري بمدينة حمص، كان والدي يتمنى أن أحداً من أبنائه يدرس الطب، وبحمد لله أخيراً أخي جمّع علامات الطب.

كان أخي سيبدأ بعد يوم من الانفجار يومه الأول في الجامعة بحمص، ومتل أي شاب فرح بالجامعة، اتفق هو وابن عمي ويقطن مع عائلته بنفس الحي وكان طالباً جامعياً سنة ثانية في كلية الهندسة وبحمص أيضاً، اتفقوا على الذهاب لصالون الحلاقة، وبعد صلاة المغرب خرجوا إلى حلّاق قريب على مكان التفجير لكن وجدوه مغلقاً، فذهبوا إلى حلاق آخر وهو جارنا أيضاً فلسطيني، وكانوا أول مرة يذهبوا إليه.

بعد قليل سمعنا صوت رصاص قريب كثير، ما توقعنا أن هذا الرصاص هو أول عملية إعدام ميداني بدرعا بقوم فيها حاجز حميدة، دخل عناصر الحاجز وأطلقوا النار من دون سابق إنذار داخل صالون للحلاقة، وكان بحق أخوي وابن عمي والحلاق وثلاثتهم من اللاجئين الفلسطينيين قتلوا في الحادثة.

وتستكمل ريما بمرارة وغصة كبيرة، ما بعرف كيف استطاعوا يعملوا هكذا بأخوي فقد كانت قطعته ناعمة يظهر كأنه صغير في العمر، لقد أحضروه ومريولة - لباس الحلاقة بعدها معلقة برقبته، وهما ملفوفان بالأغطية، لم أصدق ما حدث، لماذا، كيف، ماذا فعلوا حتى نالوا ذلك، الصدمة كبيرة كانت على الكل، ما توقعنا أن يكون هناك قذارة بهذا الشكل.

تضيف ريما وبعد أسبوع من الإعدامات وفي تاريخ 16-11-2012 تأتي نفس فرقة الموت على الحاجز إلى منزلنا، وبعد الرعب والتكسير والسرقة اعتقلوا أخي الثاني وابن عمي الثاني، وهكا خلال أسبوع خسرت العائلة   4شباب.

سألنا عن المعتقلين كثيرا، وتواصلنا مع معارف لنا لدى تنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة للمساعدة لأجل المعتقلين، لم يبقى أحداً لم نتكلم معه من أجل الموضوع دون نتيجة، كانت فترة بشعة، ماما منهارة، بابا تعبان، كل حياتنا خربت.

دقت ساعة الهجرة

تقول ريما مرت الأيام، تزوجت من زميل معي في العمل وسكنت قريب من منزل عائلتي، تغيرت قليلاً نفسيتهم، شخص جديد دخل للعائلة، اشتاقت ماما لشاب بالبيت بعد ما فرغ من الشباب.

 فبعد 3 سنوات رزقت بصبي، لقد أدخل البهجة قلوبهم الحزينة، وخاصة أني اسميته على اسم أخي المعتقل وتعلقوا به كثيراً لكن ذلك لم يدم، لأن زوجي طلبه النظام السوري للالتحاق في صفوف جيشه للاحتياط، وكانت الصدمة الأخيرة لي ولأهلي هروبنا من درعا إلى تركيا.

تركت أبي وأمي ووظيفتي وكل شيء، سافرنا من درعا إلى دمشق بتاريخ 5-1-2017   بسيارة أجرة وطلب منا المهرب مبلغاً كبيراً لتمريرينا من حواجز النظام في دمشق، ومن دمشق كانت المحطة الثانية.

استطاع زوجي التواصل مع شخص عن طريق معارف يوصلنا إلى مدينة إدلب بسيارة أمنية تابعة للأمن السوري بمبلغ 2200 دولار أمريكي كون زوجي مطلوب للخدمة الاحتياطية وكوني أنا فلسطينية ممنوعة من الخروج من دمشق.

 خرجنا معه من دمشق بتاريخ 11-1-2017 إلى مدينة حمص ثم مدينة حماة ومن حماة تركتنا السيارة وأخذتنا سيارة أخرى، وعند وصولنا إلى معبر حماة ادلب، كان هناك حاجزاً أمنياً، استوقفني أنا وابني الرضيع كوني فلسطينية، ودخل زوجي إلى الجهة الأخرى والتي كانت تحت سيطرة قوات العشائر.

توقفت في الحاجز لمدة ساعة ونصف، تضيف ريما، في هذه الأثناء تواصل زوجي مع أشخاص من المنطقة لتوصيلي إليه بسرعة، طلبوا منه مبلغ 50 ألف ليرة سورية، وبالفعل جاءت سيارة أمنية أخذتني وأدخلتني إلى الجانب الآخر.

 هناك أخذنا قسطاً من الراحة لمدة ساعتين وبعدها جاء موكب سيارة مؤلف من سبع سيارات أخذونا على مراحل ووصلنا إلى حدود محافظة إدلب، ثم أخذنا مهرب آخر، بقينا عنده  3ايام نقلنا إلى محافظة إدلب منطقة دركوش لقاء مبلغ100دولار. حاولنا تخطي الحدود تهريباً، لكن الجندرمة التركية أمسكتنا وأعادتنا إلى الجانب السوري حاولنا 3 مرات ولم تنجح المحاولات.

 تعب ولدي البالغ العمر 4 أشهر وخفنا عليه عندها توقفنا بمحاولات التهريب، وبقينا في فندق بمنطقة أطمة في إدلب، وجاء مهرب آخر وعرض علينا الدخول إلى تركيا مقابل 1750 دولار على الشخص يعني 3500 دولار علينا.

تواصلنا مع أقاربنا ومعارف لنا لتأمين المبلغ، واستطعنا الاستدانة منهم، ودخلنا عن طريق معبر أطمه، والحمد لله وصلنا إلى تركيا بتاريخ 5-2-2017 ، بعدها توجهنا إلى منزل ابن عم زوجي بقينا عنده  10 أيام، واستأجرنا منزل واشترينا حاجيات منزلية متواضعة.

معاناة تركيا

وتستكمل ريما، بدأ زوجي بالبحث عن عمل، وهنا كانت الصعوبة الكبيرة كون زوجي لا يجيد اللغة التركية، ولا يجيد مهنة كونه مساعد طبيب بيطري، وعمل في مجال العتالة في معمل براتب زهيد، كان يغطي إجار البيت وبعض فواتير الكهرباء والماء.

 وكونه لا يوجد أي مساعدة مقدمة لنا نهائياً من قبل المنظمات أو الدولة أصبحت الحياة جداً صعبة، والآن زوجي يعمل في مجال العمل اليومي الذي لا يكون مستمراً إلى يومنا هذا.

ولأن تركيا لا تقع ضمن منطقة عمليات الأونروا، بالتالي لا يحصل الفلسطينيون على مساعدات الوكالة، وينبغي في الوضع الطبيعي أن تشملهم ولاية المفوضية، ولكن خدمات المفوضية، التي توزعها الحكومة التركية، لا تصل اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزال وضعهم القانوني غير واضح.

حكاية ريما هي واحدة من قصص عديدة تختزل في طياتها معاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال الحرب في سورية، والذين أصبح الموت رفيقاً لهم أينما وجدوا، سواء داخل المخيمات المحاصرة، أم في أقبية التعذيب، أو في خيم اللجوء، أو على متن مراكب الموت.

حاجز حميدة الطاهر

يقع الحاجز في حي السحاري في مدينة درعا، وسمي بهذا الاسم نسبة للحديقة التي تحمل الاسم نفسه، ومما جاء على لسان معتقل سابق لدى الحاجز"رأيت أطفالاً يحملون حقائب المدرسة داخل المعهد، عندما رأيتهم صعقت، لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، صراخ النساء كان يملأ المكان ليلاً من التعذيب، أنا لا أعتبر عناصر الحاجز من البشر لأن أفعالهم لا يقوم بها البشر، هؤلاء مجرمون حقيقيون يجب أن لا يفلتوا من العقاب على أعمالهم"

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/8773