map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4256

لاجئو اليرموك: عندما نعود لفلسطين سنأخذ المخيم معنا

تاريخ النشر : 18-05-2018
لاجئو اليرموك: عندما نعود لفلسطين سنأخذ المخيم معنا

كتبت عبير قبطي -كاتبة فلسطينية وطالبة دكتوراه- أن تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، مثل مخيم اليرموك في سوريا، يخدم هدفا أكبر لتدمير تعلق الشعب بوطنه.

ومع الذكرى السبعين على النكبة، أشارت الكاتبة إلى أن مخيم اليرموك، الذي كان يستوعب 350 ألف ساكنا من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، لم يعد يسكنه سوى بضعة آلاف من الأشخاص. وأولئك الباقون نادرا ما يتمكنون من الاتصال بالعالم الخارجي، وهم يواجهون أخطارا وشيكة من قصف وتجويع النظام السوري.

ما يعنيه المخيم لأبنائه وبناته قد يصعب فهمه، حتى على الفلسطيني الذي لم يعش فيه مرة واحدة. وهو لكثير من الذين يعيشون في أماكن أخرى يعتبر "محطة" صغيرة قبل العودة إلى الوطن، وهذه النظرة تميل إلى إغفال أن حياة بأكملها عاشها ساكنوه هناك والعديد منهم ولدوا فيه.

وتحكي عبير أنها التقت أناسا في برلين فروا من مخيم اليرموك ووصلوا إليها بعد رحلة معاناة طويلة. وكيف أنها عندما حاولت زيادة إيمانهم بحق العودة أحياء وتحدثت إليهم عن فلسطين الحقيقية قال أحدهم إن "فلسطين تشعر بالقرب من برلين أكثر من قربها من اليرموك".

وعلقت الكاتبة على قوله بأنه وإن كان فيه يأس لكنه يبدو حقيقيا، لأن الفلسطينيين من أماكن مختلفة في فلسطين التاريخية إلى جانب اللاجئين من المخيمات أو الشتات لا يستطيعون إلا الالتقاء بعيدا عن فلسطين. وقالت إنها كفلسطينية من الناصرة التقت أصدقاء من غزة للمرة الأولى في أوروبا والتقت لاجئين من لبنان وسوريا هنا أيضا.

أما عن مخيم اليرموك، المعروف باسم "عاصمة الشتات الفلسطيني"، فهو لم يكن أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين فحسب، بل كان أيضا مركزا للنشاط السياسي والثقافي. وقد نشأ العديد من القادة السياسيين الفلسطينيين في اليرموك أو دفنوا فيه بعد أن اغتالتهم (إسرائيل).

واليرموك كموطن للسوريين أيضا شكل رابطة فريدة بين الفلسطينيين والسوريين وهو ما يفسر الانخراط المبكر لفلسطيني اليرموك في الثورة السورية ضد الأسد. لكن فلسطين كانت دائمة الحضور في حياة المخيم وأنشطته، ولم تفارق آمال التحرر والعودة الأجيال من ساكنيه. وارتباط الفلسطينيين بالمخيم يتخطى العاطفة. فهو يعترف بمحاولات قتل حق العودة. وليس سرا أن تدمير المخيمات يخدم خطة أكبر تشمل تدمير تعلق الناس بوطنهم وسعيهم الحثيث إلى العودة إلى منازلهم التي شردوا منها قسرا.

وذكرت الكاتبة بعض ما قاله وكتبه أصدقاء لها من مخيم اليرموك مؤخرا. فقال أحدهم "لقد اعتدنا القول إنه عندما نعود إلى فلسطين سنأخذ المخيم معنا". وكتب آخر "شوارعه وأحياؤه الضيقة تشبه قرى ومدن فلسطين الأصلية. كنت أعيش في شارع القدس وكنت أتسوق في لوبيا وصفد وشربت قهوتي في الطيرة وزرت أصدقائي في حيفا".

وأشارت إلى سماعها قصصا مماثلة من مخيمات أخرى، وأنه رغم أن الارتباط بفلسطين ينبض بالحياة في هذه المخيمات فإن الإحساس بالخيانة والإهمال يزداد قوة، وهو ما يجعل من الضروري الحفاظ على هذه الذكريات والقصص ومشاركتها لأنها ليست مجرد ذكرى بل هي حقيقة تتكشف أمام أعيننا ونحن نشاهد الناس الذين يطردون مرتين وثلاث مرات.

وختمت بأنه يجب الاعتراف بأن هذه المعاناة المروعة لا يمكن ولن تنتهي ما لم يكن النازحون قادرين على العودة إلى وطنهم.

المصدر: الجزيرة نقلاً عن الصحافة البريطانية

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/9769

كتبت عبير قبطي -كاتبة فلسطينية وطالبة دكتوراه- أن تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، مثل مخيم اليرموك في سوريا، يخدم هدفا أكبر لتدمير تعلق الشعب بوطنه.

ومع الذكرى السبعين على النكبة، أشارت الكاتبة إلى أن مخيم اليرموك، الذي كان يستوعب 350 ألف ساكنا من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، لم يعد يسكنه سوى بضعة آلاف من الأشخاص. وأولئك الباقون نادرا ما يتمكنون من الاتصال بالعالم الخارجي، وهم يواجهون أخطارا وشيكة من قصف وتجويع النظام السوري.

ما يعنيه المخيم لأبنائه وبناته قد يصعب فهمه، حتى على الفلسطيني الذي لم يعش فيه مرة واحدة. وهو لكثير من الذين يعيشون في أماكن أخرى يعتبر "محطة" صغيرة قبل العودة إلى الوطن، وهذه النظرة تميل إلى إغفال أن حياة بأكملها عاشها ساكنوه هناك والعديد منهم ولدوا فيه.

وتحكي عبير أنها التقت أناسا في برلين فروا من مخيم اليرموك ووصلوا إليها بعد رحلة معاناة طويلة. وكيف أنها عندما حاولت زيادة إيمانهم بحق العودة أحياء وتحدثت إليهم عن فلسطين الحقيقية قال أحدهم إن "فلسطين تشعر بالقرب من برلين أكثر من قربها من اليرموك".

وعلقت الكاتبة على قوله بأنه وإن كان فيه يأس لكنه يبدو حقيقيا، لأن الفلسطينيين من أماكن مختلفة في فلسطين التاريخية إلى جانب اللاجئين من المخيمات أو الشتات لا يستطيعون إلا الالتقاء بعيدا عن فلسطين. وقالت إنها كفلسطينية من الناصرة التقت أصدقاء من غزة للمرة الأولى في أوروبا والتقت لاجئين من لبنان وسوريا هنا أيضا.

أما عن مخيم اليرموك، المعروف باسم "عاصمة الشتات الفلسطيني"، فهو لم يكن أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين فحسب، بل كان أيضا مركزا للنشاط السياسي والثقافي. وقد نشأ العديد من القادة السياسيين الفلسطينيين في اليرموك أو دفنوا فيه بعد أن اغتالتهم (إسرائيل).

واليرموك كموطن للسوريين أيضا شكل رابطة فريدة بين الفلسطينيين والسوريين وهو ما يفسر الانخراط المبكر لفلسطيني اليرموك في الثورة السورية ضد الأسد. لكن فلسطين كانت دائمة الحضور في حياة المخيم وأنشطته، ولم تفارق آمال التحرر والعودة الأجيال من ساكنيه. وارتباط الفلسطينيين بالمخيم يتخطى العاطفة. فهو يعترف بمحاولات قتل حق العودة. وليس سرا أن تدمير المخيمات يخدم خطة أكبر تشمل تدمير تعلق الناس بوطنهم وسعيهم الحثيث إلى العودة إلى منازلهم التي شردوا منها قسرا.

وذكرت الكاتبة بعض ما قاله وكتبه أصدقاء لها من مخيم اليرموك مؤخرا. فقال أحدهم "لقد اعتدنا القول إنه عندما نعود إلى فلسطين سنأخذ المخيم معنا". وكتب آخر "شوارعه وأحياؤه الضيقة تشبه قرى ومدن فلسطين الأصلية. كنت أعيش في شارع القدس وكنت أتسوق في لوبيا وصفد وشربت قهوتي في الطيرة وزرت أصدقائي في حيفا".

وأشارت إلى سماعها قصصا مماثلة من مخيمات أخرى، وأنه رغم أن الارتباط بفلسطين ينبض بالحياة في هذه المخيمات فإن الإحساس بالخيانة والإهمال يزداد قوة، وهو ما يجعل من الضروري الحفاظ على هذه الذكريات والقصص ومشاركتها لأنها ليست مجرد ذكرى بل هي حقيقة تتكشف أمام أعيننا ونحن نشاهد الناس الذين يطردون مرتين وثلاث مرات.

وختمت بأنه يجب الاعتراف بأن هذه المعاناة المروعة لا يمكن ولن تنتهي ما لم يكن النازحون قادرين على العودة إلى وطنهم.

المصدر: الجزيرة نقلاً عن الصحافة البريطانية

الوسوم

رابط مختصر : https://actionpal.org.uk/ar/post/9769